عاصي الرحباني ، هو آخر الأشياء الجميلة في حياتنا
هو آخر قصيدة ، قبل أن ندخل في الأمية
وآخر حبة قمحٍ ، قبل أن ندخل في زمن اليَبَاس
...
لا حربنَا حربٌ، ولا سلامُنَا سلامْ
جميعُ ما يَمُرُ في حياتنا
ليس سوى أفْلامْ
...
صَعْبٌ عليَّ كثيراً
أن أتصوَّرَ عالماً لا تكُونينَ فيهْ
صَعْبٌ عليَّ أن أتصوَّرْ
بحراً لا يلبسُ قُبَّعتهُ الزرقاءْ
...
الشَعْرُ مَحْلُولٌ على آخِرِهْ
والنَهْدُ، ديكٌ أحْمَرُ المنقَارْ
وإنَّني محاصرٌ من الجهات الأربعَهْ
...
لا تَعْبَأي
إنْ ردَّدُوا أسماءَنا
في هذه المدينةِ الثَرْثَارةِ.. الواشِيَةِ
...
فما زالتْ بداخلنا
وما زلنا
نعيشُ بمنطق المفتاحِ والقِفْلِ
نلفُّ نساءَنا بالقُطنِ .. ندفنهنَّ في الرملِ
...
أقاوم كلَّ أسواري
أقاوم واقعي المصنوعَ
من قشٍّ وفُخَّارِ
أقاومُ كلَّ أهل الكهفِ ، والتنجيم ، والزارِ
...
حَدَثٌ تاريخيٌّ من أحداث الكون
وعُرسٌ للأزهارِ وللأعشابْ
وحْيٌ ينزِلُ.. أو لا ينزِلُ
...