عمر أبو ريشة

إنـها حجرتي لقد صدئ النسيان {#spc} فـيها وشـاخ فـيها الـسكوت
أدخلي بالشموع فهي من الظلمة {#spc} وكـر فـي صـدرها مـنحوت
...

صـاح يـا عبد فرف الطيب {#spc} واستعر الكأس وضج المضجع
مـنتهى دنـياه نـهد شرس {#spc} وفـم سـمح وخـصر طـيع
...

من أنت كيف طلعت في {#spc} دنـياي ما أبصرت فيا
فـي مقلتيك أرى الحياة {#spc} تـفيض يـنبوعا سخيا
...

تـتساءلين عـلام يـحيا هـؤلاء الأشقياء ؟ {#spc} الـمتعبون ودربـهم قـفر ومـرماهم هـباء
الـواجمون الـذاهلون أمـام نـعش الكبرياء {#spc} الصابرون على الجراح المطرقون
...

ألـفـيـتها سـاهـمة {#spc} شـــاردة تــأمـلا
طـيف عـلى أهـدابها {#spc} كـسـرهـا تـنـقـلا
...

لا تـغني فـإن حـشرجة الميت {#spc} وجـهش الـنعاة فـي مـسمعيّا
أتـغـنين ذكـريـاتي وكـانت {#spc} كـوثرا فـي فـم الـزمان شهيا
...

أصـبح الـسفح مـلعبا للنسور {#spc} فاغضبي يا ذرا الجبال وثوري
إن لـلجرح صـيحة فـابعثيها {#spc} فـي سـماع الدنى فحيح سعير
...

وتـلاقينا غـريبين هـنا {#spc} لـم تكن أنتَ ولا كنتُ أنا
بـدلت منا الليالي وانتهى {#spc} عبث الكأس وإغراء الجنى
...

هــي والـدنيا ومـا بـينهما {#spc} غصصي الحرى وأهوائي العنيدة
رحـلة لـلشوق لـم أبـلغ بها {#spc} مـا أرتـني من فراديس بعيدة
...

هذي الربى كم ضاق في فضاؤها {#spc} مـالـي عـلى جـنباتها أتـعثر
شـب الحصى فيها ودون زحامه {#spc} درب يـغيب و آخـر يـتكسر
...

أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا {#spc} أؤدي فــرائـض الأيــمـان
أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى {#spc} طـهرت بـردي من لوثة الأدران
...

مـعاذ خـلال الكبر ما كنت حاقدا {#spc} ولا غاضبا إن عاب مسراي عائب
فـكم جـبل يغفو على النجم خده {#spc} وأذيـالـه لـلـسائمات مـلاعب
...

يا عروس المجد تيهي واسحبي {#spc} فـي مـغانينا ذيـول الـشهب
لـن تـري حـفنة رمل فوقها {#spc} لـم تـعطر بدما حـر أبـيّ
...

لـك مـا أردت فلن أسائل {#spc} كـيف انتهت أعراس بابل
حسبي مررت بخاطر {#spc}النعمى هـنـيـهـات قــلائـل
...

رفيقتي لا تخبري إخوتي {#spc} كيف الردى كيف علي اعتدى
إن يسألوا عني وقد راعهم {#spc} أن أبصروا هيكلي الموصدا
...

تصغين ؟ أغنيتي رفات أجنحة {#spc} ما مسها في ليالي شوقه وتر
نثرتها من جراحات مضمدة {#spc} ومن منى ليس لي في جودها وطر
...

خطُ أختي لم أكن أجهله{#spc} إن أختي دائماً تكتب لي
حدثتني أمس عن أهلي وعن{#spc} مضض الشوق وبُعد المنزل
...

صاح يا عبد فرف الطيب {#spc} واستعر الكأس وضج المضجع
منتهى دنياه نهد شرس {#spc} وفم سمح وخصر طيع
...

وثبت تستقـرب النجـم مجـالا {#spc} وتهادت تسحب الذيـل اختيـالا
وحيالـي غـادة تلعـب فــي {#spc} شعرهـا المائـج غنجـا ودلالا
...

قفي ، لا تخجلي مني فما أشقاك أشقاني
كلانا مرَّ بالنعمى مرور المُتعَبِ الواني
...