حالة واحدة لبحار كثيرة Poem by محمود درويش

حالة واحدة لبحار كثيرة

إلتقينا قبل هذا الوقت في هذا المكان
ورمينا حجرا في الماء
مرّ السمك الأزرق
عادت موجتان
و تموّجنا
يدي تحبو على العطر الخريفيّ
ستمشين قليلا
و سترمين يدي للسنديان
قلت : لا يشبهك الموج
و لا عمري
تمدّدت على كيس من الغيم
وشقّ السمك الأزرق صدري
و نفاني في جهات الشعر ، و الموت دعاني
لأموت الآن بين الماء و النار
و كانت لا ترني
إن عينيها تنامان تنامان
سأرمي عرقي للعشب ،
لن أنسى قميصي في خلاياك
و لن أنسى الثواني
و سأعطيك انطباعا عاطفيّا
لم تقل شيئا
سترمي إلى الأسماك و الأشواك
عيناها تنامان تنامان
سبقنا حلمنا الآتي
سنمشي في اتجاه الرمل صيّادين مقهورين
يا سيّدتي
هل نستطيع الآن أن نرمي بجسمينا إلى القطّة
يا سيّدتي ! نحن صديقان
و نام السمك الأزرق في الموج
و أعطينا الأغاني
سرّها
فاتّضح الليل
أنا شاهدت هذا السر من قبل
و لا أرغب في العودة
لا أرغب في العودة
لا أطلب من قلبك غير الخفقان
كيف يبقى الحلم حلما
كيف
يبقى
الحلم
حلما
و قديما ، شرّدتني نظرتان
و التقينا قبل هذا اليوم في هذا المكان

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمود درويش

محمود درويش

الجليل / فلسطين
Close
Error Success