مسرح العشاق Poem by إيليا أبو ماضي

مسرح العشاق

من سحر من مجيري {#spc} يا ضرّة الرّشا الغرير
جسم كخصرك في النحو {#spc} ل ، و مثل جفنك في الفتور
أصبحت أضأل من هلا {#spc} ل الشكّ في عين البصير
محق الضّنى جسدي فيت {#spc} من الهلاك على شفير
و مشى الرّدى في مهجتي {#spc} الله في النفس الأخير
جهل النّطاسي علّتي {#spc} لله من جهل الخبير
كم سامني جرع الدّوا {#spc} ء و كم جرعت من المرير
دع ، أيّها الآسي ، يدي {#spc} الحبّ يدرك بالشعور
يدري الصّبابة و الهوى {#spc} من كان في البلوى نظيري
لو تنظرين إليّ كالمي {#spc} ت المسجّى في سريري
يتهامس العوّاد حو {#spc} لي كلّما سمعوا زفيري
و أظنّهم قد أدركوا {#spc} لا أدركوا ما في ضميري
فأبيت من قلقي عليك {#spc} كأنني فوق السّعير
و أدرت طرفي في الحضو {#spc} ر لعلّ شخصك في الحضور
فارتدّ يعثر بالدمو {#spc} ع تعثّر الشيخ الضرير
قد زارني من لا أحب (م) {#spc} و أنت أولى أن تزورني
صدّقت ما قال الحوا {#spc} سد فيّ من هجر و زور
و أطعت بي حتّى العدى {#spc} و ضننت حتّى باليسير
أمّا خيالك ، يا بخيلة ، {#spc} فهو مثلك في النفور
روحي فداؤك و هي لو {#spc} تدرين تفدي بالكثير
تيهي على العاني كما {#spc} تاه الغنيّ على الفقير
أنا لا أبالي بالمصير {#spc} و أنت أدرى بالمصير
أهواك رغم معنفي {#spc} و يلذّ نفسي أن تجوري
ليس المحبّ بصادق {#spc} حتّى يكون بلا غدير
كم ليلة ساهرت فيها النجم {#spc} أحسبه سميري
و الشّهب أقعدها الونى {#spc} و اللّيل يمشي كالأسير
أرعى البدور و ليس لي {#spc} من حاجة عند البدور
متذكّرا زمن الصّبى {#spc} زمن الغواية و الغرور
أيّام أخطر في المجا {#spc} مع و المعاهد كالأمير
أيّام في يدي {#spc} أيّام نجمي في ظهور
لمع الفتير بلمّتي {#spc} و يل الشباب من القتير
لا بالغوير و لا النّقا {#spc} كلفي و لا أهل الغوير
أرض (الجزيرة) كيف حا {#spc} لك بعد وقع الزمهرير
نزل الشّتاء فأنت ملعب {#spc} كلّ ساقيه دبور
و تبدّلت تلك العرا {#spc} ص من النّضارة بالدّثور
أمسيت كالطّلل المحيل {#spc} و كنت كالرّوض النّضير
آها عليك و آه كيف {#spc} نأتك ربّات الخدور
المائسات عن الغصو {#spc} ن السافرات عن البدور
الذّاهبات مع النّهو {#spc} د الذاهبات مع الصدور
الحاسرات عن السوا {#spc} عد و الترائب و النحور
القاسيات على القلو {#spc} ب الجانيات على الخصور
المالكات على اللآ {#spc} ليء في القلائد و الثغور
الضاحكات من الدّلا {#spc} ل اللّاعبات من الحبور
الآخذات قلوبنا {#spc} في زيّ طاقات الزهور
بيض نواعم كالدمى {#spc} يرفلن في حلل الحرير
مثل الحمائم في الودا {#spc} عه و الكواكب في السّفور
من كلّ ضاحكة {#spc} كأنّ بوجهها وجه البشير
أنّى أدرت الطّرف فيها {#spc} جال في قمر منير
يا مسرح العشّاق ، كم {#spc} لي فيك من يوم مطير
تنسى البريّة عنده {#spc} يوم الخورنق و السّدير
و لكم هبطتك و الحبيبة {#spc} فازعين من الهجير
في زورق بين الزّوا {#spc} رق كالحمامة في الطّيور
متمهّل في سيره {#spc} و الماء يسرع في المسير
و الشمس إبّان الضحى {#spc} و الجوّ صاف كالغدير
و لكم وثبنا في التلا {#spc} ل و كم ركضنا في الوعور
و لكم أصحنا للحفيف {#spc} و كم شجينا بالخرير
و لكم جلسنا في الرياض {#spc} و كم نشقنا من عبير
و لكم تبرّدنا بما {#spc} ء نهيرك الصافي النمير
طورا ننام على النبا {#spc} ت و تارة فوق الحصير
لا نتّقي عين الرّقي {#spc} ب و لا نبالي بالغيور
فكأنّها و كأنّني الأبوان {#spc} في ماضي العصور
حسدت عليّ من الإنا {#spc} ث كما حسدت من الذكور
ظنّ الأنام الظنو {#spc} ن و ما اجترحنا من نكير
قد صان بردتها الحيا {#spc} ء ، و صانني شرفي و خيري
و مطيّة رجراجة {#spc} لا كالمطيّة و البعير
ما تأتلي في سيرها {#spc} صخّابة لا من ثبور
تجري على أسلاكها {#spc} جرى الأراقم في الحدور
طورا ترى فوق الجسو {#spc} ر و تارة تحت الجسور
آنا على قمم و آ {#spc} نا في كهوف كالقبور
ترقى كما ترقى (المصا {#spc} عد) ثمّ تهبط كالصخور
فإذا علت حسب الورى {#spc} أنّا نصعّد في الأثير
و إذا هوت من حالق {#spc} هوت القلوب من الصدور
و الركب بين مصفّق {#spc} و مهلّل جذل قرير
أو خائف متطيّر {#spc} أو صارخ أو مستجير
هي في التّقلّب كالزّما {#spc} ن و إنّما هي للسرور
و مدارة في الجو {#spc} يحسبها الجهول بلا مدير
لو شئت نيل النجم منها {#spc} ما صبوت إلى عسير
مشدودة لكنّها {#spc} أجرى من الفرس المغير
زفّافة زفّ الرئا {#spc} ل تسف إسفاف النسور
و لها حفيف كالرّيا {#spc} ح و هدرة لا كالهدير
كالأرض في دورانها {#spc} و لكالمظلّة في النشور
القوم فيها جالسو {#spc} ن على مقاعد من وثبر
و الريح تخفق حولهم {#spc} و كأنّما هم في قصور
و الجمع يهتف كلّما {#spc} مرّت على الحشد الغفير
و لكم تأمّلنا الجموع {#spc} تموج كالبحر الزّخور
يمشي الخطير مع الحق {#spc} ير كأنّما هو مع خطير
و ترى المهاة كأنّها {#spc} ليث مع اللّيث الهصور
متوافقون على التبا {#spc} ين كالقبيل أو العشير
لا يرهبون يد الخطو {#spc} ب كأنّما هم خلف سور
يمضي النهار و نحن {#spc} نحسب ما برحنا في البكور
أبقيت يا زمن الحرو {#spc} ر بمهجتي مثل الحرور
ولّت شهور كنت أر {#spc} جو أن تخلّد كالدّهور
و أنت شهور بعدها {#spc} ساعاتها مثل الشهور
ليست حياة المرء في الد {#spc} نيا سوى حلم قصير
و أرى الشباب من الحيا {#spc} ة لكاللّباب من القشور
ذهب الربيع ذهابه {#spc} و أتى الشّتاء بلا نذير
و تبدّد العشّاق مثل {#spc} تبدّد الورق النثير
رضى المهيمن عنهم {#spc} و الله يعفو عن كثير

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success