قد فال من قال من جهل وإغواء Poem by عبد الغني النابلسي

قد فال من قال من جهل وإغواء

قد فال من قال من جهل وإغواء {#spc} عن حكم تكليف ربي عبده الثائي
ما حيل العبد والأقدار جارية {#spc}عليه في كل حال أيها الرائي
ألقاه في البحر مكتوفا وقال له {#spc} إياك إياك أن تبتل بالماء
حتى عليه فتى من أهل ملتنا {#spc} قد قال في رده نظما بإنشاء
إن حفه اللطف لم يمسه من بلل {#spc} وما عليه بتكثيف وإلقاء
وإن يكن قدر المولي له غرقا {#spc} فهو الغريق وإن ألقي بصحراء
يعني إذا كان في علم الإله له {#spc} سعادة علمت من غير إشقاء
فهو السعيد وإن كانت شقاوته{#spc} في العلم فهو شقي هكذا جائي
والعلم يتبع للمعلوم من أزل {#spc} مقالة الحق للقوم الإخصاء
كذا الإرادة والتقدير يتبع ما {#spc} في العلم من غير تأخير وإبطاء
فالله قدر ما في العلم كاشفه {#spc} بما بإيجاده سمى بأشياء
إذ لا مضل بلا إضلاله أحد {#spc} ولا يسمى بهاد دون إهداء
ولا معز بلا شخص يعززه {#spc}ولا مذل بلا قوم أذلاء
وهكذا سائر الأسماء منه لها {#spc} قوابل كظلالات وأفياء
قديمة وهي معلوماته أزلا {#spc} معدومة العين في محق وإفناء
والله سمى علام الغيوب بها {#spc} ترتبت هكذا ترتيب إنهاء
وهي التي كشف العلم القديم بها{#spc} من قبل إيجادها فافطن لأنبائي
حتى أراد لها قدما فقدرها طبق{#spc} الذي هي فيه ضمن أجزاء
فلم يقدر سوى ما العلم حققه {#spc}ولا أراد سواه دون أخطاء
وقل على كل شيء حكم قدرته {#spc} لكن بمعلومه خصت بإبداء
ولم يكن عبثا تكليفه أبدا {#spc} والكتب حق مع الرسل الأدلاء
والأمر والنهي من رب العباد على{#spc} عباده لا لسراء وضراء
ولا لأجل امتثال الأمر أو غرض {#spc} له تعالى ولا منع وإعطاء
وإنما هو تمييز الخبيث هنا {#spc} من طيب ومراض من أصحاء
وفي القيامة عدل الله يظهره {#spc}والفضل أيضا لأقوام اعزاء
فليس في شرعنا جبر ولا قدر {#spc} وإنه فعل مختار بإمضاء
وقول من قال والأقدار جارية {#spc} ما حيلة العبد تغليط بشنعاء
ما حيلة العبد في فعل يكون له {#spc} بالقصد منه بلا جبر وإلجاء
أحاط علما به ربي فقدره {#spc} قدما عليه بعدل بعد إحصاء
من غير ظلم وحاشا الله يظلم من{#spc} عليه يحكم عن علم بإجلاء
ألقاه في البحر مكتوفا مغالطة {#spc} وكيف يكتفه مع قصد إجراء
والكل ما هو بالمجعول في عدم {#spc}بل إنه مقتضى الأسما الأجلاء
والجهل تعريفه الإنشاء من عدم {#spc} وليس بوصف معدوم بإنشاء
فافهم وحقق لنفس الأمر معتبرا{#spc} حكم الإله بعلم لا بجهلاء
هذا الذي قد أخذنا عن مشايخنا {#spc} أولي الهداية والتقوى الألباء
عناية الله أعلى الله طائفة {#spc} بها على غيرهم من مفتر سائي
عبد الغني له الرحمن وفقه {#spc} فبثها للتلاميذ الأخلاء
لعل تأتيه منهم دعوة فيرى قربا بها {#spc}من عظيم الفضل معطاء

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success