الحرب العظمى Poem by إيليا أبو ماضي

الحرب العظمى

لو استطيع كتبت بالنّيران {#spc} فلقد عييت بكم وعيّ بياني
ولكدت استحي القريض وأتّقي {#spc} أن يستريب يراعتي وجناني
أمسى يعاصيني لما جشّمته {#spc} فيكم وكنت وكان طوع بناني
يشكو إلّي وأشتكي إعراضكم {#spc} اللّه في عان يلوذ بعان
عاهدته أن لا أثير شجونه {#spc} أو يستير كوامن الأشجان
يا طالما استبكيته فبكى لكم {#spc} لولا الرّجاء بكيته وبكاني
كم ليلة أحيتها متململا {#spc}طرفي وطرف النّجم ملتقيان
تحنو على قلمي يميني والدّجى {#spc} حان على فتيات والفتيان
أجلو عرائسه لكم وأزفها {#spc} ما بين بكر كاعب وعوان
متألما فيكم وفي أبنائكم {#spc}وهم وأنتم نائمو الأحزان
ما غال نومي حبّ معسول اللّمى{#spc} ممنوعه، لكن هوى الأوطان
أنفقت أيّام الشّباب عليكم {#spc}في ذّمة المضي الشّباب الفاني
كم تسألوني أن أعيد زمانه {#spc} يا قوم ، مرّ زمانه وزماني
هان اليراع على البواتر والقنا {#spc} ما تصنع الأقلام بالمرّان
ليس الكلام بنافع أو تغتدي {#spc}حمر المضارب خلف كلّ لسان
والشّعب ليس بمدرك آماله {#spc} حتّى يسير على النّجيع القاني!..
***صلّ الحديد وشّمرت عن ساقها {#spc} وتنكّر الإخوان للإخوان
فالخيل غاضبة على أرسانها {#spc} والبيض غاضبة على الأجفان
والموت من قدّامهم وورائهم {#spc} والهول كلّ ثنيّة ومكان
بسطت جناحيها ومدّت ظلّها {#spc} فإذا جناحا السّلم مقصوصان
تغشى مواكبها ثلاث غياهب {#spc} من قسطل ودجنّة ودخان
ويردّ عنها كلّ خائض لّجة {#spc}سيلان: من ماء ومن نيران
أنّى التفتّ رأيت رأسا طائرا {#spc} أو مهجة مطعونة بسنان
يمشي الرّدى في إثر{#spc} كلّ قذيفة فكأنّما تقتاده بعنان
فالجوّ مّما من أرواحهم {#spc} لا تستبين نجومه عينان
والنّهر مّما سال من مهجاتهم {#spc} يجري على أرض من المرجان
والأرض حمراء الأديم كأنّها {#spc} خدّ الييّة أو خضيب بنان
كم من مبيح للضّيوف طعامه {#spc} أمسى طعام الأجدال الغرثان
ومقاتل ناش الكتيبة، ناشه {#spc} ظفر العقاب ومخلب السّرحان
ومخلّق بين المجرّة والسّها{#spc} صعد الحمام إليه في الطيران
ومشيّد وقف الزّمان حياله{#spc} متحيّرا بجماله الفتّان
أخنى على ذكر ((الخورنق)) ذكره {#spc} وسما على ((الحمراء)) و((الإيوان))
وقضى العصور النّاس في تشييده {#spc} أودت به مقذفة وثوان
ومدينة زهراء آمنة الحمى {#spc} هدمت منازلها على السّكان
خرست بلابلها الشّوادي في الضّحى {#spc} وعلا صياح البوم والغربان
وتعطلّت جنّانها وقصورها {#spc} ولقد تكون بغبطة وأمان
حرب أذلّ بها التّمدّن أهله {#spc}وجنى الشّيوخ بها على الشّبان
سحق القويّ بها الضّعيف وداسه {#spc} ومشى على أرض من الأبدان
بئس الوغى يجني الجنود حتوفهم {#spc} في ساحها والفجر للتيجان
ماأقبح الإنسان يقتل جاره {#spc}ويقول هذي سنّة العمران
بلي الزّمان وأنت مثلك قبله {#spc} يا شرعة قد سنّها الجدّان
فالقاتل الآلاف غاز فاتح {#spc} والقاتل الجاني أثيم جان
لا حقّ إلاّ تؤيّده الظّبى {#spc}ما دام حبّ الظّلم في الإنسان
لو خيّر الضّعفاء لاختاروا الرّدى {#spc} لكنّ عيش الأكثرين أماني
ما بال قومي نائمين عن العلى {#spc} ولقد تنبّه للعلى الثّقلان
تبّاع أحمد والمسيح ، هوادة {#spc} ما للعهد أن يتنكّر الأخوان
اللّه ربّ الشّرعتين وربّكم {#spc} فإلى متى الدّين تختصمان
مهما يكن من فارق فكلاكما{#spc} ينمى إلى قحطان أو غسّان
فخذوا بأسباب الوفاق وطهّروا {#spc} أكبادكم من لوثة الأضغان
في ما يحيق بارضكم ونفوسكم {#spc} شغل لمشتغل عن الأديان
نمتم وقد سهر الأعادي حولكم {#spc} وسكنتم والأرض في جيشان
لا رأي يجمعكم إذا اختلف القنا {#spc} وتلاقت الفرسان بالفرسان
لا رأية لكم يدافع دونها {#spc} مردالعوارض، والحتوف دواني
لا ذنب للأقدرا في إذلالكم {#spc} هذا جزاء الغافل المتواني
لو لم يعزّ الجهل بين ربوعكم {#spc} ما هان جمعكم على الحدثان
المرء ، قيمته المعارف والنّهى {#spc} ما نفع باصرة بلا إنسان
ما بالكم لا تغضبون لمجدكم {#spc}غضبات ملطوم الجبين مهان
أو لستم كالنّاس أهل حفائظ {#spc} أم أنتم لستم من الحيوان؟
أبناؤكم ، لهفي على أبنائكم {#spc} يلهو بهم أبناء جنكيز خان
النّازعون الملك من أيديكم {#spc} العابثون بكم وبالقرآن
أو كلّما طلعت عليهم أزمة {#spc} هاجوا ضغائنكم على الصّلبان
لا تخدعنّكم لسّياسة إنّها {#spc} شتّى الوجوه كثيرة الألوان
لو تعقلون عملتم لخلاصكم {#spc} من دولة القينات والخصيان
عارعلى نسل الملوك بني العلى {#spc} أن _ يستذلّهم بنو الرّعيان
ثوروا عليهم واطلبوا استقلالكم {#spc} ونشبّهوا بالصّرب واليونان
مذا يروع نفوسكم ، ما فيكم{#spc} وكلّ ولا التّرك غير جبان
وهبوهم الرّومان في غلوائهم {#spc} أفما غلبتم أمّة الرّومان
ما الموت ما أعيا النّطاسي ردّه {#spc} موت الذّليل وعيشه سيّان

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success