أزهار من جهنم Poem by راشد حسين

أزهار من جهنم

في الخيام السود , في الأغلال , في ظل جهنم
ســجنوا شـــعبي وأوصـــــَوْه بــألا يــتـــكلــمْ
هددوه بسِياط الــجـنــد , بالـــــموت الــمــحتم
أو بقـــطع اللقـــمة النَّتنة , إن يــومــا تــتألــمْ
ومــضَــوْا عــنه وقـالوا عشْ سعيدا في جهنمْ
لن تصيرَ الخيمةُ السوداء في المهجر قصرا
وصــديد الـجرح والإعياء لن يصـبحَ عطرا
وجيوش القــمل لــن تصبـــح أغنامـا فتُقرى
ودمـــوع اليُتم ِ لن تصبحَ لــلأيتـــامِ خــمـرا
إنما تحــفــر للاجيء ِ قــبرا فــي جـهنـــم
هــا هنــا في الـــخيمةِ الـسوداءِ بنت وأبوها
وفـــتاةٌ لــفظــت أنفــاسهــا مــا أسعفــوهــا
كفَّنوهـــا بثيــاب الليل ســوداً , كـــفَّنــوهــا
دفنوها في ظــلام الليل , ســتــراً دفنــــوها
لينالـــــوا مؤنَ الطفلـــة من قـــوتِ جهنــمْ
هــــؤلاء الصِّبيـــةُ الأيتـــام هل تلمحـُهـــُم
أكـــلــوا الـــبؤسَ سنينا والــأسى يأكُلــــُهُم
أتعبــوا القـــول دعــــاءً ليس من يســمعُهم
من تراكم يا صغاري ؟ من ترى عـــذَّبكم؟
فأجابوا : نحنُ أزهــارٌ صــغارٌ من جــهنمْ
أنا أستحـــلف أمريكـــتا بأحـــلام بــــَنيها
وأنــادي روسيا مستحلفـــاُ باســـم ِ نبيــها
وفــرنسا بــاسم ِثوارٍ أزالـــوا ظــــالميها
وبـــذات الــتاج فــي لندن إذا تخطُرُ تِيها
هل ترى لم تسأموا طبخَ المآسي في جهنم ؟
يــا بــلادي أنت أهديت إلى الناس المحبـة
وهــديتِ الجــاهل الـكافر كي يعرف ربـهْ
أنـــت نور يا بلادي شـقَّ لــلتائه دربـــتـهْ
أنت الأمس نبــيٌّ مــنح الــعالم قلـــــبــهْ
من قضى أن تسعد الأرض ,وتَبْقى في جهنمْ ؟
من هنا سوف تشقُّ الشــمس دربـــاً أزلـيهْ
للـــملايين التي لـــــــم يـحسبوها بــشريَّهْ
من هــنا من أرضــنا ذات العيون العسلية
ستسير الشمس في ركب الحـــياةِ الذهبيَّهْ
وسنطــفي بنديِّ الـحـــب نـيــرانَ جهنمْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
راشد حسين

راشد حسين

أم الفحم
Close
Error Success