مرحبا بالربيع في ريعانه Poem by أحمد شوقي

مرحبا بالربيع في ريعانه

مرحباً بالربيع في ريعانِهْ {#spc} وبأَنوارِه وطِيبِ زَمانِهْ
رَفَّت الأَرضُ في مواكِب آذا رَ{#spc} وشبَّ الزمانُ في مِهْرَجانِه
نزل السهلَ طاحكَ البِشْر يمشي{#spc} فيه مَشيَ الأمير في بُستانه
عاد حَلْياً بِرَاحَتيْهِ وَوَشْياً {#spc}طولُ أَنهارِهِ وعَرْضُ جنانه
لف في طيْلَسانِه طُرَرَ الأر ضِ{#spc} فطاب الأَديمُ من طيلسانه
ساحرٌ فتنة ُ العيونِ مُبينٌ {#spc} فضل الماء في الربا بجمانه
عبقريُّ الخيالِ ، زاد على {#spc}الطيْـ ف، وأَرْبَى عليه في أَلوانه
في مأتمٍ لم تخلُ {#spc}فيـ يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
صِبْغَة ُ الله! أَين منها {#spc}رفَائيـ لُ ومنقاشه وسحرُ بنانه
رنم الروضُ جدولاً ونسيماً {#spc}وتلا طير أكيهِ غصنُ بانه
وشدَت في الرُّبا الرياحينُ هَمساً {#spc}كتغني الطروبِ في وجدانه
كلُّ رَيْحانة ٍ بلحنٍ كعُرْسٍ {#spc} أُلِّفَتْ للغناءِ شَتَّى قِيانه
وعلمتُ أنك من يودُّ ومنْ يفي {#spc} فقف الغداة َ لو استطعتَ وفاءَ
نَغَمٌ في السماءِ والأَرضِ شتَّى {#spc}من معاني الربيع أو ألحانه
أين نور الربيع من زهر الشعـ ر{#spc} إذا ما استوى على أفنانه؟
سرمد الحسن والبشاشة {#spc}مهما تلتمسْهُ تجِدْهُ في إبّانه
حَسَنٌ في أَوانِه كلُّ شيءٍ {#spc}وجمالُ القريض بعد أوانه
ملك ظله على ربوة الخلـ دِ{#spc} وكُرسيُّه على خُلجانه
لم تثر أمة ٌ إلى الحقِّ إلا {#spc}بهُدَى الشعرِ أَو خُطا شَيْطانه
ليس عَزْفُ النحاسِ أَوقَعَ منه {#spc} في شجاعِ الفؤادِ أَو في جبانه
فقدتك في العمر الطريـ رِ{#spc} وفي زها الدنيا الكعاب
ورعاني ، رعى الإله له الفارو ق{#spc} طفلاً ، ويوم مرجو شانه
ملك النيل من مصبيه بالشطِّ{#spc} ، إلى منبعيه من سودانه
شيخٌ تمالكَ سنة ُ لم ينفجرْ {#spc} كالطفل من خوفِ العقابِ بكاءَ
هو في المُلك بَدْرُهُ المُتجَلِّي {#spc} حُفَّ بالهَالَتَيْنِ من بَرلمانه
زادهُ الله بالنيابة ِ عِزّاً فوقَ{#spc} عِزِّ الجلالِ من سلطانه
منبرُ الحقِّ في أَمانة ِ سعدٍ {#spc}وقِوامُ الأُمورِ في ميزانه
لم ير الشرق داعياً مثل سعدٍ {#spc}رَجَّه من بِطاحه ورِعانه
ذكَّرتْه عقيدة ُ الناسِ فيهِ {#spc}كيف كان الدخولُ في أديانه
نهضة ٌ من فتى الشيوخش وروحٌ {#spc} سريا كالشبابِ في عنفوانه
حركا الشرق من سكونٍ إلى {#spc}القيـ دِ، وثارا بهِ على أَرسانه
وإذا النفسُ أنهضتْ من مريض{#spc} دَرَجَ البُرءُ في قُوَى جُثمانه
يا عكاظاً تألفَ الشرقُ فيه {#spc} من فِلسطينِه إلى بَغْدانِه
حملت مصر دونه هيكل الدِّ ينِ{#spc} ، وروحَ البيانِ من فرقانه
وطدت فيكَ من دعائمها الفصْ حى{#spc} ، وشُدَّ البيانُ من أركانه
إنما أنتَ حلبة ٌ لم يسخر {#spc} مثلُها للكلامِ يومَ رِهانه
تتبارى أَصائلُ الشامِ فيها{#spc} والمذاكي العتاقُ من لبنانه
قلدتني الملوك من لؤلؤ البحريـ نِ{#spc} آلاءَها ومن مَرْجانه
نخْلة لا تزال في الشرق معنًى {#spc} من بداواته ومن عُمرانه
حنَّ للشامِ حقبة ً وإليها {#spc} فاتحُ الغرب من بني مَرْوانه
وحبتْني بُمْبَايُ فيها يَراعاً {#spc}أفرغَ الودُّ فيه من عقيانه
ليس تلقى يراعها الهند إلا في {#spc}ذرا الخلقِ أو وراءَ ضمانه
أَنْتَضِيه انتضاءَ موسى عصاه {#spc} يفرقُ المستبدُّ من ثعبانه
يَلْتَقِي الوحيَ من عقيدة ِ{#spc} حُرٍّ كالحواريِّ في مدَى إيمانه
غير باغٍ إذا تطلبَ حقاً {#spc}أو لئيم اللجاجِ في عدوانه
موكبُ الشعرِ حركَ المتنبي{#spc} في ثراهُ، وهزَّ من حَسّانه
شرُفَتْ مصرُ بالشموسِ {#spc}من الشر ق نجوم البيان من أعيانه
قد عرفنا بنجمة ِ كلَّ أفقٍ {#spc} واستبنا الكتاب من عنوانه
لست أنسى يداً لأخوانِ صدقٍ {#spc}منحوني جزاءَ ما لمْ أعانه
رُبَّ سامي البيانِ نَبَّهَ شأْني {#spc} أَنا أَسمو إلى نَباهة شانه
كان بالسبقِ والميادينِ أَوْلَى لو {#spc}جرى الحظُّ في سَواءِ عنانه
إنما أظهروا يدَ اللهِ عندي {#spc} وأَذاعوا الجميلَ من إحسانه
ما الرحيق الذي يذوقون من {#spc}كرْ مِي، وإن عِشْتُ طائفاً بدِنانه
وهبوني الحمامَ لذَّة َ سجعٍ {#spc}أَينَ فضلُ الحَمَام في تَحنانه؟
وَتَرٌ في اللّهاة ، ما للمغنِّي {#spc} من يدٍ في صَفائه ولِيانه
رُبَّ جارٍ تَلَّفتتْ مصرُ تُوليـ ه{#spc} سؤالَ الكريمِ عن جيرانه
بَعثتْني معزِّياً بمآقي{#spc} وطني ، أو مهنئاً بلسانه
كان شعري الغناءَ في فرح الشر قِ{#spc} ، وكان العزاءَ في أحزانه
قد قضى الله أن يؤلِّفنا {#spc}الجر حُ، وأَن نلتقي على أَشجانه
كلما أَنّ بالعراقِ جريحٌ{#spc} لمس الشرقُ جنبه في عُمانه
وعلينا كما عليكم حديدٌ {#spc} تَتنزَّى اللُّيُوثُ في قُضبانه
نحن في الفقه بالديار سَواءٌ {#spc} كلُّنا مشفِقٌ على أَوطانه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success