عرضحال Poem by عبد القادر الكتيابي

عرضحال

إلى الأعتابِ الشَّريفةِ بين يَدَيْ أشراطِ السَّاعة
سيدي
يا محضَ روحِ الصدقِ
يا خيرَ البريةْ
زادك اللهُ صلاةً في سلامٍٍ ـ في مقاماتٍ سَنيّةْ
ثمَّ آلَ البيتِ والأصحابَ ـ أحبابي ـ
و أُهديك التحيَّةْ
ثمَّ أمَّا بعدُ : ـ
هذا طبقُ ما أخبرتَنا بالأمسِ بالضَّبطِ ـ
انجَلى للعينِ آياتٍ جليَّةْ : ـ
بالتفاصيلِ الدقيقاتِ وبالأسماءِ والوصفِ الذي أخبرتَنا ـ
قد جاءَ بالرُّوميِّ للأعماق أخنسُ مِن أُمَيَّةْ
كان قد أَفضَى إليهمْ ـ
وَ هْوَ مغلوبٌ على سُلطانه ِـ
فِعلاًـ كما أَخبرتَ ـ
يَبْكي
ثمَّ لمَّا أنْ رأيناهُ ـ
ضَحِكْنا نحْنُ من شرِّ البليَّةْ
زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدي
ها نحنُ لازلنا كما نحنُ
اختَلفنا ـ
منذُ ( كَسْرِ البابِ ) حتَّى
سَحقِ بَغْداد ) كما أخبرتَنا بالحرفِ )
لازلنا بذاتِ الجاهليَّةْ
زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدي ـ
ثم وازْدِدنا خلافاً
قَالَتِ الأعرابُ آمنَّا بهذا الزيت
والباقونَ ـ بالأهرام و ( العَمْ سام ) والإعلامِ
والأغنامُ ـ أدناها إلى الذئب ـ القصية
كَرَّةٌ هذي علينا .. لِبَنِي يعقوبَ هذي
كَرَّةٌ كٌبْرى ... كما أَخبرتَ
لكنَّا نُلَطِّفُهَــــا
نُسَمّيها القَضِيَّةْ
زادَكَ اللهُ صلاةً سَيِّدِي ـ
طِبقَ ما أَخْبَرتَنا هاهِيْ تَهَاوَتْ
أُمَمُ الدُّنيا عَلينا ـ رغْمَ أنَّا الآنَ مليارٌ ونصفٌ ـ بلْ غُثَاءٌ
كَغُثَاءِ السَّيلِ نَسْعَى نحوَ جُحر ِالضَّبِّ ـ
لا نَدري
وَ هلْ يَدري اّلذي ضلَّ الهُوِيَّةْ .. ؟
كلُّ ما أخْبرتَنا عنهُ رأيناهُ بهذا العَصْرِ لكنْ
زادَكَ اللهُ صلاةً في سلامٍ ـ
لم نَعُدْ نَدري ـ مَنِ الجاني على الثاني ؟ ـ
الرُّعاةُ أَمِ الرَّعيَّةْ ؟
إنَّهُم يا سَيِّدي ـ صَلَّى عليكَ اللهُ ـ
خَافوا ـ مُنذُ أنْ دُكَّتْ خُرَاسَانُ الّتي دُكَّتْ
بِقُنْبُلَةٍ ذكِيَّةْ
سَارَعُوا فِيهمْ ( أيِ الدُّوَلَ الصَّدِيقَةَ ) طِبقَ ما أخبرتَنا
راحُوا يُسِرُّونَ المَوَدَّاتِ اّلتي صِيغَتْ مَواثيقاً خَفِيَّةْ
هُمْ كِرَامٌ سَيدي ـ قد سَلَّمُوهم مَنْ أَرادوا ـ ما أَرادوا ـ واسْتَزَادُوهم فَزَادوا
هَكَذا حُكَّامُنا ـ قد أَفسَدوا فِينا فَسَادوا
و اتَّبَعْناهم بِحَقِّ التَّابِعِيَّةْ
زادَكَ اللهُ صَلاةً
سَيِّدِي
هُمْ عَلَّمُونا كَيفَ نُغْضِي عَنْ بِنَاءِ السُّور ِ
عَنْ قَتْلِ الأُطَيْفَالِ ـ دَمار ِ الحَرْثِ و النَّسْلِ ـ اكْتَشَفْنَا
أَنَّهُ ( فَنٌّ ) يُسَمَّى
فنُّ ضَبْطِ النَّفْسِ شَرْطَاً
أنْ تَكونَ النَّفسُ في ( الضَّبْطِ ) رَضِيَّةْ
هكذا حُكَّامُنا ـ يا زادَكَ اللهُ صَلاةً ـ
نحنُ أوْ هُمْ
بلْ كِلانا ـ بعضُ أَشْرَاطٍ تَوَالَتْ ـ
ليسَ مِنْ فَرقٍ سِوَى أَنَّا عَرَفْنا ـ
طِبْقَ ما أَخْبَرتَنا ـ عَن في غَدٍ كيفَ البَقِيَّةْ
بَيْنَما هُمْ ـ زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي ـ
هُم طِبقُ ما أَخبرتَنا عنهم ـ يَبِيعُون العَلِيَّةَ بالدَّنِيَّةْ
ما تَبَقَّى سَيّدي ـ
عنْ خَرْجَةِ الدَّجَّالِ إِلاّ إِمْرةُ المهْديِّ حِيناً
ثُمَّ عيسَى .. ـ سَيّدي مَا دُونَهُمْ
إلاّ اجْتِيَاحاتٌ ثَلاثٌ لِلْحِجَازِ و شَامِنا ثُمَّ الدِّيَارِ الفَارِسِيَّةْ
ما تَبَقَّى زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي إلاّ خُسُوفٌ
كُنتَ قد أَخْبرتَنا عَنها ـ وَ قَلبُ الشَّمسِ ـ
ثُمَّ النَّارُ ـ نارُ الطَّردِ بَعدَ الدَّابةِ الكُبرَى
قُبَيْلَ النَّفخِ ـ ثُمَّ الفَصلُ في الجَلْحاءِ والقَرناءِ حَتّى
تَأْخُذَ الثَّأرَ الضَّحِيَّةْ
ثُمَّ إمَّا جَنَّةً حُسْنَى و إِمَّا ـ
حَسْبُنا اللهُ ـ لَنَا في وَعدِكَ المأْمُولِ يا
صَلَّى عليكَ اللهُ ـ آمالٌ قَويَّةْ
سَيّدي يا صاحبَ الحَوضِ اسْقِني ـ باللهِ و الأحبابَ يومَ الَحَرِّ
مِنْ كاسَاتِه الغرَّاءِ رَشْفَاتٍ هَنِيَّةْ
زادَكَ اللهُ صَلاةً سَيّدي عَنْ صِدقِ ما أَخبرتَنا يَجْزِيكَ عَنَّا
بالمقامِ الطَّيِّبِ المحمُودِ و الرُّتبِ العَلِيَّةْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
عبد القادر الكتيابي

عبد القادر الكتيابي

السودان / أم درمان
Close
Error Success