فأر رأى القط Poem by أحمد شوقي

فأر رأى القط

فأْرٌ رأَى القِطَّ على الجِدارِ {#spc} مُعَذَّباً في أَضيَقِ الحِصار
والكلبُ في حالتهِ المعهوده{#spc} مستجمعاً للوثبة ِ الموعوده
فحاولَ الفأرُ اغتنامَ الفرصه{#spc} وقال أكفي القطَّ هذي الغصَّه
لعلّه يكتبُ بالأمانِ لي{#spc} ولأَصحابي من الجيران
فسارَ للكلبِ على يديهِ{#spc} ومَكَّنَ الترابَ من عينَيه
فاشتغل الرّاعي عن الجدار{#spc} ونزلَ القطُّ على بدار
مبتهجاً يفكر في وليمه{#spc} وفي فريسة ٍ لها كريمه
يجعلها لِخَطْبِه علامه{#spc} يذكرُها فيذكرُ السَّلامه
فجاءَ ذاكَ الفأرُ في الأثناءِ {#spc}وقال: عاشَ القِطُّ في هَناءِ
رأَيتَ في الشِّدّة ِ من إخلاصِي {#spc}ما كان منها سببَ الخلاص
وقد أتيتُ أطلبُ الأمانا {#spc}فامنُنْ به لِمعشَري إحسانا
فقال: حقّاً هذه كرامَه{#spc} غنيمة ٌ وقبلَها سَلامه
يكفيكَ فخراً يا كريمَُ الشِّمه{#spc} أَنك فأرُ الخطْبِ والوليمه
وانقَضَّ في الحالِ على الضَّعيفِ {#spc} يأكلُه بالمِلحِ والرغيف
فقلت في المقام قوْلاً شاعا{#spc} «مَنْ حفِظَ الأَعداءَ يوماً ضاعا»

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success