عظم الله فيك أجر الضاد Poem by جبران خليل جبران

عظم الله فيك أجر الضاد

عظم الله فيك أجر الضاد {#spc}وبنيها من حاضر أو بادي
راع آفاقها نعيك حتى {#spc}لكأن النعي بوق التنادي
كل قطر فيه فتى عربي {#spc}فيه عين شكرى وقلب صادي
حدث ألهب الصدور التياعا {#spc}حيث دوى وفت في الأعضاد
من سماء الأهرام جلل قيسون {#spc}وألقى السواد فوق السواد
وعلى بهجة المرابع في لبنان {#spc} أرسى سحابة من حداد
ليس بدعا أن يمسي الشام {#spc}والأحزان فيه تقض كل وساد
ما تراه يقضي الصديق الذي {#spc}بادأ بالفضل من حقوق الوداد
كيف حال الإخوان في مصر يا{#spc} حافظ من وحشة لهذا البعاد
أين زين الندي منهم وهم في الظرف{#spc} ما هم وأين أنسى النادي
كل حفل شهدته كنت فيه {#spc} قبلة السامعين والأشهاد
يأخذون الحديث عنك كما {#spc}يشتف من يرتوي من الوراد
فإذا ما تنادوا وتنادرت{#spc} فأعجب بوري تلك الزناد
فطن تشرح الصدور وما {#spc}تؤذي دعاباتها سوى الأنكاد
ربما كانت العظات الغوالي{#spc} في شظايا ابتسامها الوقاد
كيف حالي وأنت أدري{#spc} خلفت لي من فجيعة وسهاد
أسعدي يا هواتف الأيك شجوي{#spc} أنا في حاجة إلى الإسعاد
أبتغي البث والشجا غض من {#spc}صوتي وحر الأسى أجف مدادي
ويح أم اللغات مما دهاها {#spc}في طريف الفخار بعد التلاد
ذاقت الثكل في بنوتها {#spc}الامجاد بعد الأبوة الامجاد
في رفاق ردوا على كل أصل {#spc}من علاها نضارة الاعواد
نضر الله عهدهم وسقاهم ما{#spc} سقى الاولين صوب العهاد
نخبة قلما أتيح لعصر{#spc} مثل مجموعهم من الافراد
أيقظوها من الرقاد وقد {#spc}جاز مداه أقصى مدى للرقاد
وأعادوا جمالها في زهاه{#spc} يتراءى قديمه في المعاد
أين سامي وأين صبري وحفين {#spc} ورفاق جاورهم في الهوادي
لحق اليوم حافظ بالمجليين {#spc}وما كان آخرا في الطراد
شاعر لم يباره أحد في{#spc} الأخذ بالمستحب والمستجاد
يحكم الصوغ في القلاد فما {#spc}يأتي صناع بمثلها في القلاد
ناثر تنفث البراعة منه {#spc}نشوة الخمر في مجاج شهاد
لم يكن في مصايد اللؤلؤ {#spc}الفاخر يبقي فريدة لاصطياد
في تراكيبه وفي مفردات اللفظ{#spc} حارت نفاسة الحساد
كان في سمعه رقيب عليه {#spc} يقظ من جهابذ النقاد
يقع الزين منه في موقع الزين{#spc} وينبو بالشين نبو سداد
فالمعاني تتيه بين المعاني {#spc}بسني الحلي والابراد
والمباني تعز بين المباني {#spc}بمتين الاسباب والاوتاد
عد عن وصفك الاديب وقل ما {#spc}شئت في الفاضل الوفي الجواد
من يعزي عنه المروءة أمست {#spc}وبنوها الابرار غير عداد
شيمة لا يطيق كلفتها غير{#spc} أولي العزم والحماة الجعاد
من يعزي عنه الوفاء وقد {#spc}كان يرى نقضه من الإلحاد
خلق ليس في الضعاف وما {#spc}يحمل أعباءه سوى الاجلاد
لم يساوم به فينعم بالا {#spc} لا ولم يرع فيه جانب آدي
من يعزي عنه الصراحة كان {#spc}الغرم فيها والغنم في الإهماد
لم يسعه وفي الضمير خلاف{#spc} أن يرى الاعتدال في المنآد
ما فتوح الآراء والجبن يطويها{#spc} كطي النصال في الاغماد
من يعزي القصاد علما توخوا {#spc}أو نوالا عن مسعف القصاد
ذي الايادي من كل لون وأغلا {#spc}هن في المأثرات بيض الايادي
من يعزي كنانة الله عن {#spc}رامي عداها بسهمه المصراد
عن فتاها الشاكي السلاحين{#spc} والماضيهما في شواكل الاضداد
إنما حافظ فتاها ومنها{#spc} وبها فخره على الانسداد
نشأته وأيدته بروح عبقري{#spc} من روحها مستفاد
بعد أن كان حاكيا وهو يشدو {#spc} جعلته المحكي بين الشوادي
نظم الشعر في الصبا نظم واع {#spc} لقن ناشيء على استعداد
باديء صوغه وفيه فنون{#spc} بارعات لا يتسقن لبادي
ما تعاصى عليه عن عفو طبع {#spc}رد طوعا له بفضل اجتهاد
غير أن القريض لم يك في{#spc} مضطرب العيش مغنيا من زاد
أوجب الرزق فانتأى حافظ {#spc}يكدح في بيئة من الاجناد
موحشا في مجاهل النوب والسودان {#spc} بين الاغوار والانجاد
تتقضى أيامه في ارتياض{#spc} وعلى أهبة لغير جلاد
ولياليه في الخيام ليالي {#spc} وسن رازح من الإجهاد
في الصميم الصميم من نفسه{#spc} الحرة هم مراوح ومغادي
أي جيش يدربون لمصر{#spc} وولي التدريب فيه العادي
ولمن تملأ الفضاء وعيدا {#spc} عدد من حديده الرعاد
ذاك ما ظل فيه حينا وحسب{#spc} النفس شغلا به عن الإغراد
غير بث يبثه إن أتاه {#spc} طائف من خياله المعتاد
للمقادير في شؤون الجماعات {#spc} تصاريف رائحات غوادي
فتن الجيش والبواعث كثر {#spc} فتنة لم تكن بذات امتداد
فاستطار السواس واضطربت {#spc}أحلام زرق العيون في القواد
رابهم حافظ فعوقب في{#spc} جملة من عاقبوه بالإبعاد
آخذوه بالظن من غير{#spc} تحقيق وما آخذوا على إفناد
فتولى وما لمؤتنف العيش{#spc} بعينيه من ضياء هادي
والجديدان يضربان عليه {#spc} كل رحب في مصر بالاسداد
موغرا صدره لما سيم في غير{#spc} جناح من جفوة واضطهاد
عاطل الثوب من كواكبه الزهر{#spc} ومن سيفه الطويل النجاد
فهو في مصر والبجاد من الرقة{#spc} في الحال غير ذاك البجاد
لقي البؤس والاديب من البؤس{#spc} قديما فيها على ميعاد
حائرا في مذاهب الكسب لا {#spc}يفرق بين الإصدار والإيراد
عائفا خطة الجداة وفيه {#spc} طبع حر يجود لا طبع جمادي
ولقد زاده شجى أن سوق العلم{#spc} كانت في مصر سوق كساد
وسجايا الرجال رانت عليها {#spc} لوثة من قديم الاستعباد
فهم وادعون لاهون {#spc}بالزينات والترهات والاعياد
عبر مر في جوانحه ما {#spc} لاح منها مر النصال الحداد
فتغنى أستغفر الله بل ناح {#spc} نواحا يذيب قلب الجماد
باكيا شجوه ترن قوافيه{#spc} رنين النبال في الاكباد
ذاك والقول ليس يعدو شكاة {#spc} لو جرت أدمعا جرت بجماد
وعتابا لولا البراءة منه {#spc}عاجلا كان سبة الآباد
برئت مصر منه بالحق لما {#spc}نشطت من جمودها المتمادي
طرأت حالة تيقظ فيها {#spc}لدعاة الهدى ضمير السواد
فإذا حافظ وقد بش ما في {#spc} نفسه من تجهم واربداد
وبدا للمنى الجلائل فيها{#spc} أفق واسع المدى لارتياد
ما تجلى نبوغه كتجليه{#spc} وقد هب مصطفى للجهاد
يوم نادى الفتى العظيم فلبى{#spc} من نبا قبله بصوت المنادي
وورى ذلك الشعور الذي كان {#spc}كمينا كالنار تحت الرماد
فتأتى بعد القنوط الدجوجي{#spc} رجاء للشاعر المجواد
مس منه السواد فانبجست نار{#spc} ونور من طي ذاك السواد
أكبر الدهر وثبة وثبتها{#spc} مصر مفتكة من الاصفاد
وثغاء غدا هزيما فألقى{#spc} رعبة في مرابض الاساد
ما الذي أخرج الشجاعة من {#spc}حيث طوتها قروه الاستبداد
وجلا غرة الصلاح فلاحت{#spc} تزدهي من غياهب الإفساد
فإذا أمة أبية ضيم ما لها{#spc} غير حقها من عتاد
نهضت فجأة تنافح في {#spc}آن عدوين أسرفا في اللداد
أجنبيا ألقى المراسي حتى{#spc} تقلع الراسياتفي الاطواد
وهوانا كأنما طبع الشعب{#spc} عليه تقادم الإخلاد
حلبة يعذر المقصر فيها {#spc}والخواتيم رهن تلك المبادي
ليس تغيير ما بقوم يسيرا {#spc}كيف ما عودوه من آماد
غير أن الإيمان كان حليفا {#spc}لقلوب الطليعة الانجاد
فاستعانوا به على ما ابتغوه{#spc} غير باغين من بعيد المراد
لم يطل عهد مصر بالوثبة الأولى {#spc} ودون الوصول خرط القتاد
فتراخى فيها وثيق الاواخي {#spc}ووهى الجزل من عرى الاتحاد
آية أخفقت فقيض أخرى {#spc} أثر من عناية الله باد
فزعت دنشواي تحمي حماما {#spc}من ملمين كالذئاب الأوادي
فتصدى للذود عنه جفاة {#spc} من شيوخ بها ومن أولاد
حادث روع العميد أيخشاه {#spc}وسلطانه وطيد العماد
لا ولكن عزة أخذته {#spc}عن غرور ببأسه واعتداد
سفه جرأ العبيد المناكيد{#spc} على معتقيهم الأجواد
فخليق بهم أشد قصاص {#spc}حل بالآبقين والمراد
ساقها مثله توهمها {#spc}خيرا وكانت عليه شر نآد
ذاع في الشعب وصفها ففشت {#spc}آلامها في القلوب والأجساد
وكأن السياط يحززن في{#spc} أجلاده والحبال في الأجياد
كان ترجيع حافظ نوح موتور{#spc} فدوى كالليث بالإيعاد
في قواف بهن تنطق لو{#spc} أوتيت النطق ألسن الأحمقاد
علمت خافضي الجناح لباغ {#spc}كيف شأن الحمام والصياد
وعد الصابرون بالفوز وعدا {#spc}حققته أنباؤهم باطراد
إنما الصبر في النفوس جنين {#spc}يرهق الحاملات قبل الولاد
كيف يأتي به ارتجال{#spc} ولم يأت ارتجال يوما بقول مجاد
خلق عز في الجماعات من {#spc}فرط تكاليفه وفي الآحاد
طالما خان في النضال الجماهير{#spc} فألقت لغاصب بالقياد
بعد وثب في إثر وثب عنيف {#spc}وارتداد في الشوط غب ارتداد
ساور الأمة التردد والتاث {#spc} عليها في السير وجه الرشاد
وتبدى الإحجام في صورة{#spc} زلاء جرت إقدام أهل الفساد
بالدعايات والسعايات حاموا{#spc} حولها للسوام أو للرواد
لا تسل يومذاك عن جلد القادة {#spc}في ملتقى الخطوب الشداد
كلما ازدادت الصعاب أبوا{#spc} إلا كفاحا وعزمهم في ازدياد
يبذلون القوى وفوق القوى{#spc} غير مبالين أنها لنفاد
والزعيم الأبر أطيبهم نفسا {#spc}عن النفس في صراع العوادي
هل ينجي شعبا من الياس إلا {#spc}حدث من خوارق المعتاد
مصطفى مصطفى بحسبك إن {#spc}يذكر فداء أن كنت أول فاد
مصطفى مصطفى ليهنئك أن {#spc}أحييت قوما بذاك الاستشهاد
دب فيهم روح جديد له ما {#spc}بعده في القلوب والإخلاد
تنقضي الحادثات بعدك والروح {#spc}مقيم فيهم على الاباد
كاد يوم شيعت فيه يريهم{#spc} لمحة من جلال يوم المعاد
صدروا عنه بالتعارف فيما{#spc} بينهم وهو قوة الأعداد
واستشفوا لبأسهم فيه سرا {#spc}كم تحامى أن يدركوه الاعادي
هذه مصر الفتية هبت {#spc}في صفوف فتية للذياد
رجل مات مخلفا منه جيلا {#spc} رابط الجأش غير سهل المقاد
إن دعاه الحفاظ أقبل غلمان{#spc} سراع من القرى والبوادي
أحدثوا في البلاد عهد لجاج{#spc} في تقاضي حقوقها وعناد
عهد نور من الحفاظ ونار{#spc} بعد طول الخمود والإخماد
اتخذت عبقرية الشعر فيه {#spc}سلما للعروج والإصعاد
أبلغت حافظا من الحظ أوجا {#spc}زاد منه العلياء كل مزاد
من رأى الشاعر المفوه يوما {#spc}وحواليه أمة في احتشاد
موفيا من منصة القول يرنو {#spc} باتئاد ولحظه في اتقاد
واسع المنكبين منفرج الحقوين{#spc} يخطو خطاه كالمتهادي
باسما أو مقطبا عن محيا {#spc}بارز العارضين فوق الهادي
عز منه العذار إلا تفاريق {#spc}خفافا في الوجنتين بداد
ينشد الحفل فاتنا كل لب {#spc}ببديع الإيماء والإنشاد
وبشعر لا يطرف الجفن فيه {#spc}صادر عن حمية واعتقاد
من رأى حافظا نذيرا بشيرا {#spc} جائلا صائلا بغير اتئاد
غردا كالهزار آنا وآنا {#spc}حردا كالخضم ذي الإزباد
ينبر النبرة العزوف فما {#spc}تسمع إلا أصداؤها في الوادي
وكأن الأثير يحمل منها {#spc}كهرباء تهز كل فؤاد
فهي عز للأريحي المفادي {#spc}وهي ذل للخائس المتفادي
وهي خفق اللواء يحدوه {#spc}من إيقاع أبطاله إلى المجد حادي
ذاك أن الروح المردد فيها {#spc}روح شعب والصوت صوت بلاد
أيها الراحل الذي ملأ العصر{#spc} بآثاره الرغاب الجياد
أعجزتني قبل التمام القوافي{#spc} والقوافي تضن بالإمداد
قدك منها بيان مفخرة {#spc}واعذر قصورا بها عن التعداد
بت قريرا فإن ذكراك فينا {#spc}أجدر الذكريات بالإخلاد

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success