إلى عيني الحزينتين Poem by نازك الملائكة

إلى عيني الحزينتين

عينيّ , أيّ أسى يرين عليكما {#spc} ويثير في غسق الدجى دمعيكما ؟
إني أرى خلف الجفون ضراعة {#spc} تستنطق الكون العريض المبهما
أفقان تحت الليل ألمح فيهما{#spc} قطرات ضوء يرتشفن الأنجما
الكون مبتسم فأيّة لوعة{#spc} يا مقلتيّ تلوح في جفنيكما ؟
مسكينتان , رأيتكما ما لا برى{#spc} جيل أقام على لضلال وحوّما
جهل الحقائق في الحياة , فلم يطق {#spc}عن زيفها هربا وعاش مهوّما
مسكينتان كتمتما حمم الأسى {#spc} فأبى تأوه خافقي أن تكتما
فإذا الدموع غشاوة رّفت على{#spc} جفنيكما , سيلا سخينا مفعما
ورأيتما , خلل الدموع , مفاتن ال ماضي {#spc}وطاف الشوق في أفقيكما
عبثا تصوغان التوسّل في الدجى{#spc} قلب القضاء قضى بألا تنعما
عبثا , فيا عينيّ لا تتضرّعا ل{#spc}ا شيء يرجع بالجمال إليكما
حسبي وحسبكما الرضوخ لما قضى {#spc} قلب الليالي فارضخا واستسلما
كم حالم من قبلنا فقد المنى{#spc} فقضى الحياة لوحده متجّهما
يرعى الليالي مانحا ظلماتها{#spc} روحا مجنحة وقلبا ملهما
عينيّ , يا سرّ الطبيعة , حدّثا {#spc}ماذا وراء الكائنات رأيتما ؟
رفعت دياجير الحياة ستورها{#spc} لكما وابدت سرّها المستبهما
هاتا حديث الموت , هاتا سرّه{#spc} قد آن , يا عيني, أن تتكلما
ما شاطىء الأعراف ؟ ما ألوانه ؟ {#spc}ما سرّه الخافي ؟ صفاه وترجما
في صدري الخفّاق قلب راعش {#spc}ما زال صبا بالمفاتن مغرما
لولاه , يا عينيّ , ما غنّيتما بهوى{#spc} الحياة ولا أصابكما الظما
عذرا إذا حمّلتما حزن الدنا{#spc} لولاي , يا عينيّ , ما حمّلتما
وكفى فؤادي , في الحياة , شقاوة {#spc} أنّي جنيت , مع الحياة , عليكما

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success