بداية النهاية Poem by شاذل طاقة

بداية النهاية

صـاحِ قـد أزمع الصِّحـابُ الرحــــــــــيلا {#spc}ولقـد ودَّع الخلـيلُ الخلــــــــــــــيلا
كلـمـا هـمَّ بـالـوداع ألــــــــــــــمَّتْ {#spc}زفرةٌ فـي الضلـوع غلَّتْ غلـــــــــــــيلا
أيـهـا الـمدلجـون يَحثُّهـم شَــــــــــــوْقٌ{#spc}، ويسـري بـهـم قِفـوا لـي قـلـــــــيلا
ودّعـونـي والـذكريـاتِ وحـيــــــــــــداً{#spc}أتـمـلاّهـا بكرةً وأصـــــــــــــــــيلا
لكِ يـا دارُ ذكريـــــــــــــــــاتٌ عِذابٌ {#spc}فدعـيـنـا نَجزيك هـذا الجـمــــــــــيلا
هـاكِ قـلـبـي الشجـيَّ فـالـتـمسـي مـنــــهُ{#spc} وداعـاً ولا تكـونـي قتــــــــــــولا
خـفقةٌ فـي الفؤاد قـد غلَّهـا قَيْــــــــــدُ {#spc} اللـيـالـي وكُبِّلـتْ تكبــــــــــــيلا
لـيس لـي فـي الـحـيـاة غـــــــيرُ فؤادي {#spc}فَخُذيـه متـيَّمـاً متبــــــــــــــــــولا
ودعـيـنـي أبثّك الـيـومَ مـا بــــــــــي {#spc}مـن شجًى رنَّقَ الجفـونَ طــــــــــــــويلا
هـهـنـا ضمّنـا الأصـيل عـــــــــــلى شَوقٍ{#spc}، فهل تذكريـن ذاك الأصــــــــــــيلا؟
يـومَ كـنـا نخطُّ فـي الرمـل قـلـبَيْــــــــنِ،{#spc} ونمحـوهـمـا فـنُغضـي ذهــــــــــولا
كلـمـا داعب النسـيـمُ جنـاحـيـــــــــــهِ{#spc} تلفّتِّ تـرقبـيـن الأفــــــــــــــولا
لـيـت شعـري أكـنـتِ تخشـيـن زحفَ الـــــلَيلِ{#spc} لـمـا أرخى عـلـيـنـــــا السُّدولا ؟
أم تـرانـي أشفقتُ مـن ظلـمة اللَّيْــــــــلِ،{#spc} فأدلجتُ لا أرى لـي سبــــــــــــيلا
هـهـنـا لفّنـا الصـبـاحُ ببردَيْـــــــــــهِ {#spc}اذكري ذلك الصـبـاح الجـمـــــــــيلا
يـومَ كـنـا نستبطئ الشمس فـي الأفْـــــــقِ {#spc}ندعـو عـلى الـدجى أن يــــــــــزولا
يـومَ هـبت نسـائمُ الفجـر فــــــــي الرَّوْضِ{#spc} وصـاغت مـن زهـره إكلــــــــــــــيلا
وشدا طـائران أنشـودة الــــــــــــــحـبِ {#spc}وكـادا مـن الشجى أن يـمــــــــــيلا
فتبّسمتِ والـوجـود وقـلنــــــــــــــــا {#spc}أتكـون الـحـيـاة عبئًا ثقـــــــــــيلا؟
اذكري ذلك الصـبـاحَ إذا مــــــــــــــا {#spc}كـانـتِ الـذكريـات تُجـدي فتــــــــــيلا
وهـنـا تحت عــــــــــــــرش مخضرّة الأوراقِ{#spc} أردى كـيـوبـيـد قـلـبـي قتــــــيلا
حـيـن كـان الخريف يــــــــــــنزع {#spc} الشجـيرات سـادرًا مخبــــــــــــــولا
ويعـرّي الـوجـودَ مـن خـير مـا فـيــــــــهِ،{#spc} وشدوُ الريـاح كـان عــــــــــــويلا
فحـبـونـا الريـاض مــــــــــن آهة الصَّدْرِ،{#spc} ودمعِ العـيـون ثـوبًا جـمــــــــــيلا
هـهـنـا أول اللقـاء ويـا قَلْــــــــــــبُ {#spc}اتّئدْ لـم يكـن لقـاءً طـــــــــــويلا
فلقـد أسـرع الزمـــــــــــــــان وألقىبـيـن{#spc} تلك الريـــــــــــاض ذئبًا وغولا
ومضى العـام حـامـلاً بـيـن جنـبـيـــــــهِ{#spc} فؤادًا مقـيّدًا مغلـــــــــــــــــولا
ودنـا مـوعـد الرحـيل ولكــــــــــــــنْ {#spc}لـم يـودّع مـنـا الخلـيلُ الخلــــــــيلا
والـتقـيـنـا، عـلى الطريـق خطـانــــــا {#spc}واجفـاتٌ، فكـنـتُ فـظًا جهـــــــــــــولا
والـتقت مقـلـتـان فـي وَهَج الشَّمْــــــــــسِ {#spc}فلـم أستطع سـوى أن أمــــــــــــيلا
آهِ يـا دارُ لـو ذكرتِ أمــــــــــــــاسِيْيَ {#spc}الـتـي كـم فقـدت مـنهـا الـدلـــــيلا
لعـلـمتِ الغداةَ أنــــــــــــــــي غريبٌ {#spc}عجـبٌ أن أعـيش حـيّاً قتـــــــــــــيلا
تلك يـا دارُ ذكريـاتُ سنـيــــــــــــــنٍ{#spc} أربعٍ جُزتُهـا مـلـمّاً عجـــــــــــــــولا
إنهـا ذكريـات عهدٍ سعـيــــــــــــــــدٍ {#spc}كـان مـن قبـلُ مأربًا مأمـــــــــــــولا
هـاكهـا واذكري مدى الـدهـر شـيئـيــــــنِ:{#spc} فؤادًا قضى وطرفًا كحــــــــــــــيلا
لك فـي ذمتـي مـن العـلــــــــــــم دَيْنٌ {#spc}لن يُوفّى ولـو حـيـيـت طـــــــــــــويلا
شهد الله لـيس لـي غـيرُ شعــــــــــــري {#spc}فـاسمعـي واقبـلـي الثنـــــــاءَ الجزيلا
وإذا عـدت أجتديك مـن الـذكـــــــــــــرى{#spc} فلا أجتدي شحـيحًا بخـــــــــــــيلا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
شاذل طاقة

شاذل طاقة

العراق / الموصل
Close
Error Success