هرم المغني Poem by بدر شاكر السياب

هرم المغني

بالأمس كنت إذا كتبت قصيدة فرح الدم
فأغمغم
و أهيم ما بين الجداول و الأزاهر و النخيل
أشدو بها أترنّم
زاد لروحي منذ سقسقة الصباح إلى الأصيل
زاد و لكن عنه قد صدفت تجوع و لا تريد
ما ينعش الآمال فيها
هي حشرجات الروح أكتبها قصائد لا أفيد
منها سوى الهزء المرير على ملامح قارئيها
**
هرم المغنّي هدّ منه الداء فارتبك الغناء
بالأمس كان إذا ترنّم يمسك اللّيل الطروب
بنجومه المترنحات فلا تخر على الدروب
و اليوم يهتف ألف آه لا يهز مع المساء
سعف النخيل و لا يرجح زورق العرس المحلّى
بعيون أرام و دفلى
و درابك ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء
**
هرم المغني فاسمعوه برغم ذلك تسعدوه
و لتوهموه بأن من أبد شبابا من لحون
و هوى ترقرق مقلتاه له و ينفح منه فوه
هو مائت أفتبخلون
عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون
أصغوا إليه لتسمعوه
يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون
سلم على إذا مررت
أتى و سلّم صدّقوه
هرم المغنّي فارحموه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success