عمر أبو قوس

عمر أبو قوس Poems

افتحـي افتحـي النـوافذ لــــــــــــيلى
ودعـي الغرفة الكئـيبة تحـيــــــــــــا
...

يـا كتـابًا يفـنى الزمــــــــــان ويبقى {#spc} إنَّ فـي صـمتك الرهـيبِ لنُطْقـــــــــــــا
هـاتِ حدِّثْ عـن الـوجـود قـديـــــــــــمًا {#spc} واروِ عـنه مـا كـان حقّاً وصدقـــــــــــا
...

خرجتُ لنزهتـي يــــــــــــــــــــــومًا
ونـور الفجـر مــــــــــــــــــــــرفضُّ
...

ألا حسنـاءَ رائعةَ الجـمـــــــــــــــالِ {#spc} مـن الخـفرات ربـات الــــــــــــــدّلالِ
فتفهـمَنـي وتـرضى بـي قـريــــــــــــنًا{#spc} عـلى فقـري الشديـد وسـوء حـالـــــــــي
...

عمر أبو قوس Biography

الشاعر عمر أبو قوس 1913 – 1981 ولد عمر أبو قوس في مدينة حلب بسوريا عام 1913 وتوفي عام 1981 وهو من عائلة عريقة في التصوف منسوبة إلى الطريقة الشاذلية وأبوه محمد أبو قوس المتوفى عام 1962 كان رجلاً عطاراً, نشأ أميّاً ثمّ ثقف نفسه بنفسه فتعلم القراءة والكتابة, وأكب على المطالعة في أشهر الكتب الفلسفية والاجتماعية والأدبية والصوفية, ولـه عليها تعليقات وحواش كثيرة, وقد نظم الشعر الصوفي وغنّاه له المغنون مراراً من إذاعة حلب, وأنشأ جمعية خيرية ظلت ترعى الفقراء والأيتام قرابة أربعين عاماً سماها "جمعية التضامن الخيري" كان هو رئيسها وكان يعقد في منزله جلسات أدبية وصوفية وكان ابنه عمر يحضرها نظم عمر الشعر الموزون وهو في الرابعة عشرة من عمره دون أن يعرف شيئاً عن علم العروض تلقى عمر دروسه الابتدائية في "المدرسة العربية الإسلامية" التي كان مديرها عبد القادر الشوّا المعروف بتأجج شعوره القومي. وهذا ما أثر في نفس الشاعر تأثيراً عظيماً, وجعلها تتأجج حماسة للعروبة والإسلام مما يَظهر واضحاً في شعره الوطني والقومي انتقل إلى المدرسة العلمانية الإفرنسية حيث تعلم اللغة الإفرنسية ثمّ طرد منها مع رفيقين له بسبب قيادتهم مظاهرات الطلاب ضد الإفرنسيين المحتلين في ذلك العهد فانتقل إلى المدرسة الفاروقية, ومنها إلى التجهيز الأولى في حلب حيث أكمل دراسته الثانوية وكان إذ ذاك وهو طالب أحد خطباء "الكتلة الوطنية" ومناضليها الذين كافحوا الاحتلال الإفرنسي بزعامة البطل إبراهيم هنانو ثمّ حصل على الباكلوريا السورية عام 1933 ثمّ عين معلماً عام 1934, وظل في مهنة التعليم حتّى عام 1946 ـ ثمّ نقل بناء على طلبه من التعليم إلى ملاك وزارة الداخلية فعين مُنشئاً في ديوان محافظة حلب, ثمّ مديراً للمطبوعات والإذاعة, ثمّ مدير ناحية عام 1953, وظل في هذه الوظيفة حتّى عام 1959 حين سرِّح من الخدمة تزوج عام 1950 من سيدة فاضلة هي السيدة سامية برمدا, التي رعته خير رعاية وأعانته بمالها في أعماله الزراعية, ولكنه لم يُرزق منها بولد مما كان له أعظم الأثر في نفس الشاعر ففجّر معين عبقريته بقصائد خالدة, تفيض بالحنين إلى الأولاد, وخاصّة قصيدته "الصورة المسحورة" التي أشاد بها الدكتور كمال زبيدة في مقدمته لديوان عمر. وقد اعتمدنا على هذه المقدمة في الحصول على المعلومات وفي عام 1954 حتّى عام 1959 اشتغل بالزراعة فخسر فيها كل ما يملك من المال وما تملكهُ زوجته, وركبهُ دين نال منه بلاءً عظيماً وعيشاً ضنكاً, مما انعكس أثره على كثير من شعره فيما بعد سافر إلى الكويت في آذار 1964 سعياً وراء العمل, ومكث هناك أربعة أشهر تعرَّف من خلالها على بعض شيوخ الكويت ووجهائها, زار أمير الكويت في ذلك الحين الشيخ عبد الله السالم الصباح, ولكنه خرج من كل ذلك صفر اليدين فعاد إلى حلب حيث يرسل لواعجه وهمومه في قصائد رائعة, متنقلاً بين منزله في حي الأنصاري, وبعض المقاهي المختارة, حيث يجلس غالباً وحده بين كتبه وأوراقه مدخناً نرجيلته التي يؤثرها, وهو يحلم بوفاء دينه وبطفل يبرّد وحشة حياته عمر أبو قوس في آخر دواوينه "بعض أشعاري" "مرحلة الشعر الاجتماعي" آخر دواوين عمر أبو قوس صدوراً كان بعنوان "بعض أشعاري", وقد صدر سنة 1974 في حلب "المطبعة الحديثة" ويضم هذا الديوان قصائد مختارة من دواوينه السابقة بلغت /36/ قصيدة هذا إلى جانب /14/ قصيدة جديدة, كان قد كتبها في مطلع السبعينيات ومؤرخة في أيلول 1970 إلى أيلول 1973 وهي آخر القصائد التي بين أيدينا للشاعر, ولا نعرف مصير الفترة التي تلت هذا التاريخ إلى أن توفاه الله في سنة 1981 وهي بحاجة إلى بحث وتنقيب عمّا كتبه ونشره من شعر, والجدير بالذكر أن الديوان قد صدر بمقدمة للأديب البحاثة الأستاذ حسيب حلوي وهي بعنوان "الشاعر وشعره" وقد جاءت في خمس صفحات, وفيها عرَّف بالشاعر وقرّظ شعره, وأشار إلى أهم قصائده "التي ترتفع بصاحبها إلى مستوى الشعراء العالميين" على حدّ تعبيره, مثل "الصورة المسحورة", و"الصورة المحروقة" و"المركبة" و"هوس" و"جنون" و"حبي" و"الحب والمعاني" و"البعث" و"ربيعي" و"المجذوب" و"شعور وفناء" و"شعور غريب" وبعض قصائده في الحب. وقد ثبّت الشاعر مقطعاً من هذا التقريظ على غلاف الديوان الأمامي ومما قاله الباحث في الشاعر" وكان الشاعر لنبوغه في الشعر في سنِّ مبكرة, ووطنيته الملتهبة موضع إعجاب الزعيم السوري المرحوم إبراهيم هنانو وإخوانه أعضاء الكتلة الوطنية في ذلك الحين كالدكتور عبد الرحمن الكيالي وسعد الله الجابري فكانوا يستدعونه وهو بعد طالب دون العشرين من عمره مع صديقه ورفيقه الشاعر عمر أبو ريشة كخطيبين في إثارة الجماهير في الحفلات العامة والتظاهرات الكثيرة التي كانوا يقيمونها مطالبين بالاستقلال ومنددين بالانتداب الإفرنسي الذي كان قائماً على سورية في ذلك العهد "ص 7" أمّا عن شعره فقال: "يتميز شعر شاعرنا عمر أبو قوس بصدق العاطفة وعنفها وإشراق الديباجة ومتانة الأسلوب الذي يكاد يكون جاهلياً, والإيجاز وطرح فضول القول ودقة الوصف والبراعة في التحليل النفسي والسرد القصصي وروعة التصوير وسمو الخيال وحسْن العرض الفني, مما يجعله بحق من أعظم شعراء العرب قديماً وحديثاً, بل هو في رأينا أشعرهم جميعاً في المفهوم الحديث للشعر مع المحافظة على الأصالة العربية والبيان الناصع "ص 9" وإن هذا الحكم لا يخلو من المبالغة والشطط في القول وفي الوقت نفسه يشير إلى بعض الميزات التي نلمسها حقاً في شعر عمر أبو قوس وهي أيضاً تكاد تتواجد لدى معظم الشعراء من أمثاله. ويهمنا في معرض حديثنا عن تلك المجموعة المختارة من أشعار عمر أبو قوس أن نتوقف عند القصائد الأخيرة التي كتبها في مطلع السبعينيات وهي على قلتها ذات أهمية على صعيد التجربة الحياتية للشاعر الشاعر والشيطان وهناك ثلاث قصائد يظهر فيها الشيطان, وفي كل قصيدة يظهر بشخصية جديدة: الأولى قصيدة "شيطان" "والثانية" بين ملاك وشيطان "والثالثة "عزيمة" وقد سبق للشاعر أن قدم لنا قصيدة "أنشودة الحرب لإبليس" من ديوان "وحي الليل" وفيها يميط اللثام عن وجه الشرّ له باعترافاته و"على لسانه" على مبدأ "من فمك أدينك" ففي قصيدة "شيطان" رسم الشاعر للشيطان شخصية محببة, وهذا على خلاف المعهود, فبدا الشيطان وفياً, وودوداً, وألمعياً وناقداً, وعليماً بأسرار الجمال, ومحنكاً خبيراً, ومؤانساً, وجميلاً, وليبياً, وأريباً,... ولطيفاً ظريفاً, ومساعداً, وفوق كل ذلك تعهدّه بالعلم إبليس جدُّهُ وإن النقلة البعيدة التي أشرنا إليها تتمثل في مرور قرون بعد ذلك إذ يقفز فقزة تاريخية عبر الزمان ويضعنا أمام قبر دارس تقادمت عليه السنون وكادت الكتابة المنقوشة عليه تغيب بفعل عوامل الحت من رياح سافية, وهذه النقلة لا شك في أنها نقلة قصصية بارعة تفاجئنا بأسلوبها الذي لعب به الشاعر ليوهمنا وليتركنا نتساءل عن صاحب هذا القبر وخاصة بعد أن كان يتحدث بضمير المتكلم "ظللت أداري الوحش" فإذا به يتحدث عن قبر من القبور نجهل صاحبه ويبدأ بالتحدث عن صاحب القبر بضمير الغائب المجهول "هنا قبر من أغنى الحياة بشعره" وحين نمضي مع الشاعر في حديثه عن صاحب ذلك القبر الذي أغنى بشعره الحياة تتكشف لنا الأبيات عن تلك النهاية المأسوية التي أراد الشاعر من خلالها أن يصور لنا نهايته على نحو غير مباشر بعد أن أوهمنا أنه يتحدث عن شخص آخر وهنا تبدو قيمة القصيدة الفنية التي توسل فيها بطرائق القص الفنية وخاصة عنصر المفاجأة والتشويق إلى جانب أهم عناصر القص الأخرى التي جعلت القصيدة ترتقي بفنيتها إلى مستوى تجاوز فيه الشاعر أفق القصيدة التقليدية وقد يفهم من تلك القصيدة أن الشاعر حاول أن يرثي نفسه ويندب حظه في هذه الدنيا التي عاش فيها عيشة الفقر والحاجة والحرمان وهذا غير مستبعد ولكنه مع ذلك ارتقى بقصيدته, ولم يكن كغيره من الشعراء الذين رثوا أنفسهم بالطريقة التقليدية المعهودة. إن الشاعر لم يكتف برثاء نفسه وإنما تجاوز الزمان وكان شاهد موته وانتقل معنا ليشهد قبره وما سيحل به بعد مرور عدة قرون وحدثنا عمّا سيقال عنه كما لو أنه بين زوار قبره, ويسمع ما يقولون ولا يخلو كلامه من الفخر والاعتداد بشعره "فهو الذي أغنى الحياة بشعره", وهو الذي عاش محروماً ولم يهن أو يتنازل عن أنفته واختتمها بأهم صفة يحرص الشاعر على إبرازها "فقد كان ذا قلب يحب ويغفر" الجنة الضائعة وإذا كانت قصائد الشاعر في معظمها لا تخلو من عناصر القص فإن قصيدة "الجنة الضائعة" جعلها "قصة شعرية" وهي أطول قصيدة في دواوينه وتقع في "136" بيتاً وقد جعل كل أربعة أبيات تنتظمها قافية واحدة وعلى هذا الأساس فالقصيدة فيها تنوع في القوافي.. وقد سبقه علي الناصر في كتابة القصة الشعرية المطولة وهذه القصيدة تحتاج إلى دراسة مستقلة)

The Best Poem Of عمر أبو قوس

السجينة

افتحـي افتحـي النـوافذ لــــــــــــيلى
ودعـي الغرفة الكئـيبة تحـيــــــــــــا
قـد سئمـنـا دنـيـا الظلام فهـاتـــــــي
غـيرهـا مـن عـوالـم النّور دنـيــــــــا
واحتفـي بـالنسـيـم فهْو رســــــــــــولٌ
حـمّلـته الأرواح شـوقًا إلـــــــــــــيَّا
انظري فـالطـيـور تعْجَب مــــــــــــــنّا
والفراشـاتُ والنجـوم الروانــــــــــــي
وهْي فـي أفقهـا الرحـيب نشـــــــــــاوى
سـابحـاتٌ فـي غبطةٍ وأمــــــــــــــــان
لا تـرى فـي الـحـيـاة غـيرَ زهــــــــور
وأغانٍ عـلـويّة وأمـانــــــــــــــــــي
افتحـي افتحـي النـوافذ لــــــــــــيلى
وانهضـي للـحـيــــــــــــــاة والأفراحِ
وارفعـي هـذه الستـائر عـنهــــــــــــا
ودعـي الرّوح فـي مهـبّ الريــــــــــــاح
هل وراء الفراق غـيرُ لقـــــــــــــــاء
ووراء الظلام غـيرُ صـبـــــــــــــــاح؟
اذهـبـي يـا فتـاة عـنّي بعـيــــــــــدًا
أو فسـيري معـي وهـاتـي يــــــــــــديكِ
مـا لنفسـي إذا هـممتُ ثَنَتْنـــــــــــــي
مغريـاتٌ تلـوحُ فـي نــــــــــــــاظريك؟
أنـت قـيّدتـنـي ففكّي قـيـــــــــــــودي
ودعـيـنـي أفرّ مـنك إلــــــــــــــــيك
مـا عـلى الـحـبّ لـو نسـير بعـيـــــــدًا
حـيثُ لا عـاشقٌ ولا معـشـــــــــــــــوقُ
حـيث نفـنَى فـي غمـرةٍ مـن ضـيـــــــــاءٍ
حـيث نغفـو حـيـنًا وحـيـنًا نفـيــــــــق
حـيث ظِلُّ الخلـود يحنـو عـلـيـنـــــــــا
حـيث أفقُ الـحـيـاةٍ رحـبٌ طلـيــــــــــق
أطرقتْ لا تجـيب لـيلى قـلــــــــــــيلاً
ثـم قـالـت فـــــــــــــــي نظرة نكراءِ
أنـا أخشى عـلى هـواك شعـــــــــــــاعًا
مـن تهـاويل غادةٍ حسنـــــــــــــــــاء
يـا لأنثى فـي سجنهـا تتلـــــــــــــوّى
بـيـن قضبـان غـيرةٍ رعـنــــــــــــــاء
سـوف أمضـي إلى النــــــــــــوافذ وحدي
وأَمـيـطُ اللثـام عـن أســـــــــــــراري
ثـم أمشـي فــــــــــي الأرض وحدي غريبًا
حـامـلاً مشعـلـي ونـوري ونـــــــــــاري
ثـم أمضـي إلى السَّمـــــــــــــاء طروبًا
نـاشـرًا فـي نجـومهـا أخبــــــــــــاري

عمر أبو قوس Comments

عمر أبو قوس Popularity

عمر أبو قوس Popularity

Close
Error Success