حوار الأمواج Poem by محمد الماغوط

حوار الأمواج

لا أريد أن أكون قذراً ولا معقماً
فلكل من الحالتين تبعاتها
في القرى يدعو الأهل على الولد المشاكس أو قليل الهمة:
لتركض ورغيفك يركض
ولم أكن أعرف أن رغيفي
قد يدخل في سباق 'دربي' الشهير
أحياناً الصمت أجمل موسيقا في العالم

أية أغنية تريدين؟
وعلى أي إيقاع؟
وليس عندي سوى نقرات أصابعي
على قفا الصحون الفارغة
وخوذ الشهداء المجهولين

أية رقصة تريدين؟
تانغو؟
قد أعديك بسعالي وزكامي
فأنا مدخن عتيق
وفمي فوهة بركان

رقصة الغجر؟
قد أكشف سوء طالعك
بقذف الودع بين الأفاعي والعقارب
ومسروقات العائلة اليومية

رقصة البحر؟
نحن وحيدان في زورق نجاة
فلماذا نلفت أنظار البحر إلينا

رقصة الطاووس؟
وهل أبقى شاه إيران أثراً لها
بعد أن قدم لضيوفه في إحدى حفلاته الإمبراطورية
ألف قلب طاووس كمقبلات

رقصة الفالس؟
سنقترب ونبتعد عن بعضنا
ونحن نلوح بالمناديل
كأن كلا منا مسافر في قطار
وهذا يحتاج إلى تنهدات ونفقات

سامبا.. رامبا؟
إن جسدي لين ومطواع كجسد جين كيلي
في رقصته الشهيرة تحت المطر
ولكن ماذا أفعل بهذا العرج المفاجئ
ولست بايرون لأخوض حرباً أهلية لإخفائه

رقصة الحرب؟
كل شيء إلا هذا
فاكسسواراتها ولوازمها مكلفة
سيوف، تروس، أوسمة، شعراء، مطربون
كيف أتحمل أعباءها؟
وأنا أحمل سبع هزائم متوالية على ظهري
ونفقات أيتامها وأراملها؟
تكفيني أجرة المقرئين
إذاً لنرقص
لنجن!
لنقم بأي شيء غير معقول.
-:حتى بيكيت صار متخلفاً وكلاسيكياً في هذه الأيام.
-:إذاً لننتحر
-:الانتحار حرام
-:وهل الشقاء حلال؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success