ابنة الفجر Poem by إيليا أبو ماضي

ابنة الفجر

أنا أن أغمض الحمام جفوني {#spc} ودودي صوت مصرعي في المدينة
و تمشي في الأرض دارا فدارا {#spc} فسمعت دويّه ورنينه
لا تصيحي واحسرتاه لئلّا {#spc} يدرك السّامعون ما تضمرينه
و إذا زرتني و أبصرت وجهي {#spc} قد محا الموت شكّه و يقينه
و رأيت الصّحاب جاثين حولي {#spc} يندبون الفتى الذي تعرفينه
و تعال العويل حولك ممّن {#spc} مارسوه و أصبحوا يحسنونه
لا تشقي على ثوبك حزنا {#spc} لا و لا تذرفي الدموع السخينه
غالبي اليأس و أجلسي عند نعشي {#spc} بسكون ، إنّي أحبّ السّكينه
إنّ للصمت في المآتم معنى {#spc} تتعزّى به النّفوس الحزينة
و لقول العذّال عنك بخيل {#spc} هو خير من قولهم مسكينة
و إذا خفت أن يثور بك الوجد {#spc} فتبدو أسرارنا المكنونه
فارجعي و اسكبي دموعك سرّا {#spc} و امسحي باليدين ما تسكبينه
يا ابنة الفجر من أحبّك ميّت {#spc} و لأنت بمثل هذا مهينه
زايل النور مقلتيه و غابت {#spc} تحت أجفانه المعني المبينه
فأصيخي ! هل تسمعين خفوقا {#spc} كنت قبلا في صدره تسمعينه ؟
وانظري ثمّ فكّري كيف أمسى {#spc} ليس يدري عدوّه من و خدينه
ساكتا لا يقول شيئا و لا يس {#spc}مع شيئا و ليس يبصر دونه
لا يبالي أأدعوه الثريا {#spc} أم رموه في حمأة مسنونه
و إذا الحارسان ناما عياء {#spc} و رأيت أصحابه يتركونه
فتعالى و قبّلي شفتيه {#spc} و يديه و شعره و جبينه
قبل أن يسدل الحجاب عليه {#spc} و يوارى عنك فلا تبصرينه
واحذري أن تراك عين رقيب {#spc} و لئن كان رجل ما تحذرينه
فاذا ما أمنت لا تتركيه {#spc} قبلما يفتح الصّباح جفونه
و إذا السّاعة الرّهيبة حانت {#spc} و أريت حرّاسه يحملونه
و سمعت النّاقوس يقرع حزنا {#spc} فيردّ الوادي عليه أنينه
زوّدي الرّاحل الذي مات وجدا {#spc} بالذي زوّد الغريق السفينة
نظرة تعلم السماوات منها {#spc} أنّه مات عن فتاة أمينه
طوت الأرض من طوى الأرض حيّا {#spc} و علاه من كان بالأمس دونه
و اختفى في التراب وجه صبيح {#spc} و فؤاد حرّ و نفس مصونه
و إذا ما وقفت عند السّواقي{#spc} و ذكرت وقوفه و سكونه
حيث أقسمت أن تدومي على العه {#spc} د و آلى بأنّه لن يخونه
حيث علّمته القريض فأمسى {#spc} يتغنّى كي تسمعي تلحينه
فاذكريه مع البروق السّواري {#spc} واندبيه مع الغيوث الهتونه
و إذا ما مشيت في الروض يوما {#spc} ووطأت سهوله و حزونه
و ذكرت مواقف الوجد فيه {#spc} عندما كنت بالهوى تغرينه
حيث علّمته الفتون فأضحى {#spc} يحسب الأرض كلّها مفتونه
حيث وسّدته يمينك حتّى {#spc} كاد ينسى شماله و يمينه
حيث كنت و كان يسقيك طورا {#spc} من هواه و تارة تسقينه
حتّى حاك الربيع للروض ثوبا {#spc} كان أحلى لديه لو ترتدينه
فالثمي كلّ زهرة فيه إنّي {#spc} كنت أهوى زهوره و غصونه
ثمّ قولي للطير : مات حبيبي {#spc} فلماذا يا طير لا تبكينه
و إذا ما جلست وحدك في اللّي {#spc} ل و هاجت بك الشّجون الدّفينه
و رأيت الغيوم تركض نحو الغر {#spc} ب ركضا كأنّها مجنونه
و لحظت من الكواكب صدا {#spc} و نفارا و في النسيم خشونه
فغضبت على اللّيالي البواقي {#spc} و حننت إلى اللّيالي الثّمينه
فاهجري المخدع الجميل وزوري {#spc} ذلك القبر ثمّ حيّي قطينه
وانثري الورد حوله و عليه {#spc} واغرسي عند قلبه ياسمينه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success