أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب Poem by أحمد مطر

أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب

أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب {#spc} ما السد فيما حدثوا عن مأرب
هو في الحديث من البناء غريبة {#spc} زان القديم جوارها بغرائب
إحدى العجائب في بلاد لم تزل {#spc} من مبدإ الدنيا بلاد عجائب
حسن الطبيعة أكملته صناعة {#spc} للنفع فيها بينات مآرب
شطر العقيق ففائض في جانب{#spc} مجرى الحياة وغائض في جانب
ألنيل خلف السد بحر غامر {#spc} لا تستقل به صغار مراكب
بلغ السوامق في النخيل فزينت {#spc} تيجانها صفحاته برواكب
والغور بين يديه مرمى شاسع {#spc} للماء في قاع كثير جنادب
لا تنتهي صفواؤه إلاإلى {#spc} نيل تجدد من شتيت مسارب
لم يحتبس نهر بسد قبله {#spc} ضخم ضخامته عريض الغارب
يجتاز من يعلوه نهجا نائيا {#spc} طرفاه تحمله ضخام مناكب
أترى هنالك في ثياب رثة {#spc}أشتات حسن جمعت في قالب
فلاحة جثمت بأدنى موقع {#spc} للظل من ذاك الطريق اللاحب
لانت معاطفها وصالت عزة {#spc}قعساء من أجفانها بقواضب
أدماء إلا أن كدرة عيشها {#spc} شابت وضاءة لونها بشوائب
هي أم طفل شق عنه طوقه {#spc} وترى نضارتها نضارة كاعب
طال المسير بها فأعيت فاستوت {#spc} تبغي الجمام من المسير الناصب
ألوت كما يلقي الضعيف بحمله {#spc} وسنى وقد يغفو ضمير اللاغب
وثوى ابنها ويداه ملؤهما حصى {#spc} ملساء يلعب في مكان صاقب
أمنت عليه والحديد حياله {#spc}كأضالع مشبوكة ورواجب
والجسر ممتد قويم لا تسرى {#spc} فيه مظنة خاطف أو سالب
لكن أبناء الجماهير ابتلوا{#spc} في الشرق من قدم بخطب حازب
للجهل فيهم سلطة أمارة {#spc} بالسوء غير بصيرة بعواقب
أودت بجيل بعد جيل منهم {#spc}لا بدع إن أودت بطفل لاعب
خدعته أصوات الهديرو {#spc} من كل ناحية بقلب واجب
مرت وكرت لا تعي وتعثرت{#spc} يمنى ويسرى بالرجاء الخائب
فتدافعت نحو الشفير وما لها {#spc} لون سوى لون القنوط الشاحب
ترنو بعين أفرغت من نورها {#spc} وتمددت أرأيت عين الهائب
فإذا شعاب النهر تذهب بابنها {#spc} في فجوة الوادي ضروب مذاهب
فاظنن بروعتها وسرعة عدوها {#spc} نحو العقيق ودمعها المتساكب
في ذلك الميقات أقبل يافع {#spc} بوسام كشاف وبزة طالب
قبل بلين الأسمر الخطي في {#spc} لون إلى صدإ المهند ضارب
من فتية الزمن الذين سما بهم {#spc}موفور آداب ويمن نقائب
وتنزهت أخلاقهم عن وصمة{#spc} بتردد مزر وجبن عائب
قد راض منهم كل شبل بأسه{#spc} فغدا كليث في الكريهة دارب
صدقت مواقفه لدى الجلى فما {#spc} دعوى الشجاعة منه دعوة كاذب
ذاك الفتى وافي ليروي غلة {#spc} بالنفس من عجب هنالك عاجب
من روعة النهر الحبيس جرت به {#spc}من مهبط عال عراض مذانب
وجمال ما يبدو له جنة {#spc} غناء في ذاك المكان العاشب
فرأى وليدا داميا متخبطا {#spc} بين المسيل وصخره المتكالب
شحذت جنادله له أنيابها {#spc} وتشبهت أمواجه بمخالب
وشجاه من أم الغريق تفجع{#spc} متدارك من موضع متقارب
ناهيك باليأس الشديد وقد غدا {#spc} كالنبح من جراه نحب الناحب
أوحى إليه قلبه من فوره {#spc} أن انتقاذ الطفل ضربة لازب
سرعان ما ألقى بوقر ثيابه {#spc} عنه وخف بعزم فهد واثب
متوغلا في الغمر ثيابه{#spc} عنه وخف بعزم فهد واثب
ما زال حتى استنفدت منه القوى {#spc} هل من مرد للقضاء للغالب
أبلى بلاء الأبسلين فلم يقع {#spc} إلا على شجب هنالك شاجب
ذهبت مروءته به غض الصبا {#spc} لله درك في العلى من ذاهب
إني أسيت على الغلام وأمه{#spc} لكن أسى متبرم أو غاضب
جزع على الأوطان من علل بها{#spc} وعلى ولاة الأمر فيها عاتب
لو عد ما فعلت جهالتنا بنا {#spc}لم يحص أكثره حساب الحاسب
أما الذي أبكي رداه بحرقة {#spc} وبمدمع ما عشب ليس بناضب
فهو الذي دعت الحمية فانبرى {#spc}متطوعا لفدى غيب شاذب
وشرى الحياة لغيره بحياته {#spc} والعصر عصر المستفيد الكاسب
هذا هو الكشاف أبدع ما يرى {#spc} في صورة من شاعر أو كاتب
وهل الفتي الكشاف إلا من رمى {#spc} مرمى ولم يخش اعتراض مصاعب
ومضى لطيفا في ابتغاء مرامه {#spc} أو غير ملو دونه بمعاطب
لا يستهين بعرض غانية ولا {#spc}ينسى أوان الضيم حق الشائب
ويكون يوم السلم خير مسالم {#spc} ويكون يوم الحرب خير محارب
فإذا دعا داعي الفداء فإنه {#spc} يقضيه أو يقضي شهيد الواجب
في ذمة المولى شهاب عاثر{#spc} تبكيه أمته بقلب ذائب
باق وإن هو غاب ساطع نوره{#spc} حتى يكاد يخال ليس بغائب
مصر تتوجه بتاج خالد {#spc}يزهو سناه على المدى المتعاقب
وتقول قد ثكلت سمائي كوكبا {#spc} لكن قدوته ولود كواكب

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success