إربأ بنفسك أن تكون نجيبا Poem by جبران خليل جبران

إربأ بنفسك أن تكون نجيبا {#spc} وازجر خليلك أن يكون أديبا
فلقد أرى موت الأديب حياته {#spc} والعيش موتا يلتقيه ضروبا
وأرى جوائز فضله وعلومه {#spc} إعساره والداء والتعذيبا
يا للذكاء ينيرنا بضيائه {#spc} ويكون للجسم المضيء مذيبا
اللعلوم نظنها نعما لنا {#spc}فنصيبها نقما لنا وخطوبا
ماذا أفادك أن تكون محررا {#spc} ومحبرا ومفوها ولبيبا
من كل مبتكر أغر محجب{#spc} إلا عليك فلم يكن محجوبا
ومجدد كالدر يبدل صوغه {#spc} فتخاله عين الخبير قشيبا
نظم تزيد به الحقيقة رونقا {#spc} وتعيد مبتذل الأمور غريبا
كالشمس يسطع نورها في حمأة{#spc} فيحيل قاتم لونها تذهيبا
يا خير من خط الرثاء لو أنه {#spc} يجري لسال محاجرا وقلوبا
هلا نعيت به شبابك قبل أن {#spc} تنعى محبا راحلا وحبيبا
يا ناسجا برد الروايات التي {#spc} ترمي بها الغرض الشريف مصيبا
هلا قصصت حديث شهم لم يصب {#spc} غير الشقاء من الذكاء نصيبا
غصن نما حتى زكت أثماره {#spc} فرماه كيد زمانه مقضوبا
فمضيت مبكيا وما يغنيك لو{#spc} أنا ملأنا الخافقين نحيبا
هذا جزاؤك باحثا متسهدا {#spc} مستنفدا عرق الجبين صبيبا
هذا جزاؤك فاضلا في أمة {#spc} ما زال فيها الألمعي غريبا
يتفكه النفر الأفاضل منهم {#spc} بجنى حياتك شاعرا وأريبا
يتفكهون بأحرف أودعتها {#spc} تلخيص عمرك مشرقا ومغيبا
مهلا وداعك للحياة تخطه {#spc} من مهجة كادت تجف نضوبا
نفثات مصدور علت زفراته {#spc}حتى نرى التصعيد والتصويبا
عبرات محتضر يضيء كشمعة {#spc} تفنى وترسل دمعها مسكوبا
كلم كستهن الكآبة لونها {#spc} فحكين أنوار الزوال غروبا
فارقد كما أحرى الردى وهو الكرى {#spc} أن يستطاب على الأسى فيطيبا
ألقبر أفضل للفتى من مضجع {#spc}فيه يقلب موجها تقليبا
وجلامد الأرماس أهون محملا {#spc} من أن يحمل مثلهن كروبا