أبكت الروض عليها جزعا Poem by جبران خليل جبران

أبكت الروض عليها جزعا {#spc} وردة في عنفوان العمر حانت
لبست زينتها عارية {#spc} لشباب ثم ردت ما استدانت
لقيتها الأرض تكريما لها {#spc} بين جفنين فعزت حيث هانت
وابتنت من صدرها قبرا لها {#spc}جثت الحسنى عليه واستكانت
ذبل الريحان حزنا وبدت {#spc}سنة في أعين النرجس رانت
في جنان الخلد عقبى حرة {#spc} لم تمن يوما إذا الأزهار مانت
خابت الدنيا بها لم ترعها {#spc} وقديما خابت الدنيا وخانت
يا فراشات هنا حائرة{#spc} كلما مرت على القبر تحانت
حبذا ألوانك البيض التي {#spc} مثلما نوعها الحزن استبانت
كم بها من ملمح يندى أسى{#spc} مسحة الدمع تغشته فزانت
حبذا أجنحة وهمية {#spc} حملت وقرا وبالله استعانت
كبريقات تناهت سرعة {#spc} فاستقر الضوء منها وتفانت
ما لها ظل إذا ما أوضعت {#spc} ولها ظل خفيف إن توانت
يلمح الظن إذا ما رفرفت {#spc} سرب أرواح صغيرات تدانت
ولها أنات نوح حيثما {#spc} بلغت سامعة القلب ألانت
ما الذي تبغين من جوبك يا {#spc} شبهات الطير قالت وأبانت
نحن آمال الصبا كانت لنا {#spc} ههنا محبوبة عاشت وعانت
كانت الوردة في جنتنا {#spc}ملكت بالحق والجنة دانت
ما لبثنا أن رأيناها وقد {#spc} هبطت عن ذلك العرش وبانت
فترانا نتحرى أبدا {#spc} إثرها أو نتلاقى حيث كانت