رجعت إلى مهد الصبابة والهوى Poem by زكي مبارك

رجعت إلى مهد الصبابة والهوى

رجعت إلى مهد الصبابة والهوى {#spc}أسائلُ قلبي عنك في غيبة العتب
رجعت فألفيت المهاد كعهده {#spc}وأنت معي يا روح جنباً إلى جنب
ثلاثين يوماً ما التقينا فما الذي {#spc}يروعك من أمرى لتنفر من قربى
تقول بأن الشعر فيك فضيحةٌ {#spc}وفضحُ الهوى المستور من أقبح الذنب
فضحتُك لا تجزع فما كل فاضحٍ{#spc} فضيحته إثمٌ يطهّر بالتوب
ألا إن شعري فيك برّ أريده {#spc} لأكرم في يوم الحساب على ربي
فؤادي من الأعناب تسقى شجونه {#spc} ليسقى محبوباً يعيش بلا قلب
ثلاثين يوما ما التقينا ولو روى {#spc}عذولي أشعاري لأصبح من صحبي
ثلاثون يوما أم ثلاثون حجّة {#spc}ألا إن يوم الهجر من أدهر الحرب
مهاد الهوى باقٍ فإن شئت فلتعد {#spc} لتعرف أسرار المحجّب من غيبي
وإن شئت أن تنسى الذي كان بيننا {#spc}فلا تنس ما عانيت في الحب من كرب
سلامٌ على عهد الهوى وتحية{#spc} من الشاعر الصداع والمغرم الصب
سأسقى الفؤاد النار بعد صدودكم{#spc} لينسى الذي قد كان في زمن القرب
لقد شاب رأسي شاب من هول جوركم {#spc}ونار الجوى المكتوم تزفر بالشيب
أواجه في المرآه شعري فأنثنى {#spc} فخورا بأني شبت بالمجد والمحب
لئن شاب رأسى في الهوى فشبيبتي {#spc} على خير ما ترجون من قوة اللهب
وما تصنع الخمسون غامت خطوبها {#spc} بفحل شديد البأس يفتك بالخطب
أعود إلى الأيام أحصى ذنوبها {#spc}وكل وجود في الوجود إلى ذنب
فتنفر منى كارهات قيامتي {#spc}عليها بأثقال من الطعن والضرب
الا إن أيامي وجودٌ خلقتهُ {#spc} كما يخلق الروض الخصيب من الجدب
خلقتك يا أيام خلقاً فأسجحى {#spc}وقد تسكن البكر النفور إلى العتب
تعال فهذا المهد مهدك والهوى {#spc} كما شئت أقباسٌ من الأمن والرعب
تعال فهذي اسكندرية أمرها {#spc}إليك ومأواك المعززُ في قلبي
إذا ضجّ موج البحر عانيت لوعة {#spc} مصلصلة النيران مرهوبة الغبّ
ألا كل شيء ها هنا بك عائذ {#spc} عياذ الثرى المكروب من محن اللوب
تعال فهذا الشط تزعجه النوى {#spc}وقد كنت في أرجائه نجمة القطب
تطلع موج البحر يستاف زهرةً {#spc}هي الأرج المنشود من كرمة الحب
تعال نغثه من جواه بليلةٍ {#spc} تصول بها الأهواء وثباً إلى وثب
فما تسكن الأمواج إن طاش حلمها {#spc}بغير الهوى الصوال يزأر من قرب
يقاتلني دهري عليك فلا تعن {#spc}ظلوماً مريد الروح يأخذ بالغصب
ولا تجعل الدنيا بهجرك مقلة {#spc}مقرّحة الجفنين معطوبة الهدب
فقد تصبح الدنيا وأنت نعيمها {#spc} إذا غبت ناراً من ضلال ومن رهب
أقاتل دهري فيك وحدي ومن يفز {#spc} بحسنك يقض العمر في ساحة الحرب
فمن أيّ نار صيغ حسنك إنني {#spc}أراك يتيم الحسن كالوجد في قلبي
أراني أرى ماذا أرى تلك غضبةٌ {#spc}من القدر السفاح كالباتر العضب
بروق مخيفات ورعد مجلجلٌ {#spc} تذكر هذا الناس عاقبة الحوب
ألا ليتني والكون يلفظ روحه {#spc} أقاسمك اللوعات شرباً إلى شرب
لأذكر ما قد فات في الحب بيننا {#spc} وانت معي يا روح جنباً إلى جنب
تغضّبت الأقدارُ فاربدّ وجهها {#spc}بوجه سماء تعلن السخط بالسحب
مقادير كالحب العصوف غليلها {#spc} غليلُ شياطين تجنّح بالشهب
لقد جنّ هذا الكون جنّ جنونه {#spc}فأصبح كالليث المجوع في السهب
أهذا زئيرُ الكون أم تلك صرخةٌ {#spc}مضرجة الأنفاس يرمى بها قلبي
تعال أشهد البرق النذير بمطرةٍ {#spc}مذمّمة الآلاء مبغوضة السيب
تعال تجر مضناك من هول ليلةٍ {#spc}تكرّ بها الأهوال عقبا إلى عقب
ألا إن قلبي لن يجوع وإن دجت {#spc} خلائقُ دهر تؤذن القلب بالسعب
وكيف يجوع القلب والكون كلهُ {#spc} عرائس تسبى بالغرم وتستسبى
أثمت بهذا الراي والشرك ظالمٌ {#spc} يجور على التوحيد شرعة الحب
أثمت به قولا فما لك مشبهٌ {#spc}يقاسمك الوهاج بالوجد من قلبي
وهل جاد وهاب النفائس منعما {#spc}بمثلك في شرقٍ هنالك أو غرب
يحومُ عليك الروح في كل لحظة {#spc} كما ينظر الصادى إلى المشرع العذب
وألمح أحلامي إليك طوائراً {#spc}فأفترع المكنون من حجب الغيب

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
زكي مبارك

زكي مبارك

مصر / المنوفية
Close
Error Success