جبل قاسيون Poem by Ghayath Almadhoun

جبل قاسيون

لى أنيش كابور

كان جبلاً صغيراً، يشبه غيمة، ويطل على لا شيء، كان عالياً مثل عصفور، كبيراً مثل شجرة، وكان وحيداً جداً، فقبل اختراع الموبايل كانت الجبال تتراسل بالطيور، لكي لا تموت الذكريات.

لقد كان جبلاً صغيراً، يحلم بالمدينة، ويفضل الازدحام، لكنه ظلَّ وحيداً جداً، فالجبال قبل ثلاثين زلزالاً كانت لا تزور بعضها البعض، بسبب خلافات عائلية.

جبلاً صغيراً، وكان الشعراء يظنونه صخرة سقطتْ من قرن الثور، ولكن صدفةً حدثت في موسم الصيد، جعلتهم يكتشفون أنَّ الجبل أنثى. في موسم الصيد، في السنة التي لم يكتشفها علماء الأركولوجيا بعد، كان الشعراءُ يلاحقون قصيدة حين غافلتهم والتجأت إلى كهف في سفح ذلك الجبل، دخلوا وراءها، ما كانوا يعلمون أنهم دخلوا فرج الجبل، لقد كانت أول عملية جماعٍ بين بشر وجبل، أنجبت مدينة، أسماها اللغويون البداية، والشعراء سموها دمشق، إنها ابنة الزنا الحلال، إنها أول المدن.

في اللحظة التي يسقط فيها جبل بامتحان الفيزياء، يتثائب جبل آخرٌ، وتنام المدينة، كأن شيئاً لم يكن، كأن كل شيءٍ كان، من قال أن جبلين لا يلتقيان، سأصحح لكم العبارة: إن لم يذهب محمد إلى الجبل، فإن الجبل سيأتي إليه، لا، سأصحح العبارة ثانيةً: إن لم يذهب كابور إلى الجبل، فإن الجبل سيأتي إليه.
٢٠١٢

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success