صرنا كالصخور الصلدة او اشد قسوة Poem by MOHAMMAD SKATI

صرنا كالصخور الصلدة او اشد قسوة

لم نعد بشرا كما كنا منذ ان اتينا الى هذا الكوكب الجميل بل تغيرنا كما يتغير الماء المغلي الى بخار او كما تبدل الحية جلدها صرنا عبئا على انفسنا فكيف على غيرنا ؟! ماتت احاسيسنا و ماتت مشاعرنا و صار المال همنا و صرنا فقط نمشي على اقدامنا كالنعام و صارت كلماتنا صدئة كالحديد و صار الواحد منا طبلا و مزمارا و صرنا في عصر لاوجود له حتى في الاحلام و نمنا نومة اهل الكهف و نحن احياء فلا نعرف ان كنا امواتا او احياء نمشي في الظلمة و لا ندري و نمشي في النور و نحن اموات كأننا اهل القبور او كأننا اموات و احياء زماننا ليس كأي زمان و مكاننا ليس كأي مكان كتبت علينا الشقاوة و صرنا نأكل بعضنا اكلا و نشرب بعضنا بعضا و نعلك بعضنا بعضا و نكره بعضنا بعضا و نستغيب بعضنا بعضا و صرنا كأهل الجاهلية او ما قبل الجاهلية بألف الف عام و صرنا اهل الطرق و اهل الخيام و لجأنا الى البر و البحر و الجو و غلبت علينا شقاوتنا و صرنا كأهل الغابة القوي فينا يأكل الضعيف و ملئنا الارض ظلما و جورا و صرنا كالحجارة لا بل اشد قسوة من الصخر و نزعت منا المهابة و تكالبنا على الدنيا و نسينا الموت لسنا نحن الذين عرفنا انفسنا بل اهل القسق و اهل الشهوات سرا و علانية و كالنعامة طمرنا رؤوسنا خجلا من انفسنا و لم نعد كما كنا بل نحن ذاهبون لما هو اشد مما نحن فيه يا للعار! يا للعار! امة متعوب عليها بلا طائل فلا يستغرب منها اي فعال و النبيل فيها هرب الى الجبال او الى اسفل الوديان و كنا خير امة خرجت للأنام و لكن هيهات! هيهات! قتلنا كرهنا لبعضنا البعض! و كذلك انانيتنا البغيضة! نحن سائرون الى قدرنا المحتوم بأيدينا اعراضنا انتهكها احقر الناس و ايتامنا رماها غدر الزمان و الجور و الظلم علينا كالنيازك و الشهاب. نحن اموات و نبدو احياء فلقد متنا منذ زمن بعيد و صرنا عظاما و مكاهل و لم نترك اثرا طيبا لأننا اخترنا ما نحن فيه بأيدينا و صار الطغاة العتاة فينا رعاة الاغنام و صرنا نحن اغنامهم و ابادونا عن بكرة ابينا و رحلنا و بقوا هم يحكمون انفسهم و لم يعد لهم شعوبا بل هم تماثيل الطلم و الصخور و الموت و بقوا حتى ماتوا كالهوام فلا رحمة الله عليهم و الى جهنم و بئس المهاد. **********************************************************************

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success