نجوى المحتضرة Poem by عبد الرحيم محمود

دنا الموت مني ' أبا جعفر ' {#spc}وغاض الجمال, وزاغ البصر
سأقضي غدا فالوداع وداع {#spc} وداع الفراق وداع العمر
واعبر برزخ هذي {#spc}الحياة وكل عناء له مستقر
لك الله سعرت نار الجوى{#spc} بقلبي وجانبت لما استعر
فكنت أنادي الحريق الحريق {#spc} وناديت يا نار كوني أحر
وما كنت تعطف عطف العشيق {#spc} وتحنو حنو الحبيب الأبر
تعذبت في الحب من في الهوى {#spc} تذوق ما ذقت, من في البشر ؟
أهنت عزيزي وأسلمتن نفسي {#spc} إليك لترضى ألا تذكر ؟
وخالفت أهلي وعاديتهم{#spc} وهم مثلما قد علمت الغسر
وحاذرت منك النوى والصدود {#spc} ولم يغن عني شديد الحذر
وها أنت قد بنت واحسرتاه {#spc} وغادرتني لعذاري أخر
ولم يبق منك سوى الذكريات {#spc} ولم يبق لي منك إلا صور
فها أنت في الدير تشكو {#spc} الهوى ومن ألم البعد لا تختصر
وها أنت تبكي بكاء الرضيع{#spc} فأمتص من مقلتيك العبر
وأرمي بنفسي على ساعديك{#spc} فترفق بالخصر لا ينكسر
تدغدغ نهدي يا للغرام {#spc} ويا لزمان تقضي ومر
وهاأنذا في فراش الممات {#spc} أتسمع نجوى التي تحتضر؟
يقولون بي خفقان الفؤاد {#spc} وقد كَذَب القائلون الخبر
بعيني رأيت فؤادي الكسير {#spc}من الصدر خف اذ طرت وفَرَّ
فأتبعته زفرات الحزين{#spc} وشيعته بدموعي الهُمُر
يرف حواليك رفَّ الاقاح {#spc} ويحميك من كل عادٍ وشرّ
عجبت لقلبي يصون العهود{#spc} ويوفي الوعود لمن قد غدر
فليتك يا قلب لما علقت {#spc} به صرعتك أيادي القدر
لقد قدتني لسبيل الفناء {#spc} ومن كان هاديه أعمى عثر
لم الذل يا ربه الكبرياء {#spc} لإذلالك النفس إحدى الكبر
ستقضين عما قريب فما {#spc} يهمك هجر الذي قد هجر
تناسيه لا يزدهيه الغرور {#spc} فيشمت قلب له كالحجر
أموت وتهوى من الغيد غيري {#spc} لهذا من الموت عندي أمر
أبعدي تهون على من تحب {#spc} لي الله غائرة تستعر
وددت لو انك بين اليدين {#spc} أضمك للصدر ضما عسر
والتف لف الأفاعي عليك {#spc} وانظر سمي فيك انتشر
ويجمعنا ميتين السرير{#spc} ويا طالما جمعتنا السرر
وتقضي ويقضين حزنا عليك{#spc} وما نال منك سواي الوطر
ولكن لماذا بل ابق إبراهيم {#spc}وخذ في هوى الغيد بعدي وذر
سأصبر باقي هذي الحياة {#spc} وأي الأحبة مثلي صبر؟
ولكن تعال وقف فوق رأسي {#spc} وقبل معين اللمى والحور
وبلل مصوح ورد الخدود{#spc} بمدمعك الساجم المنهمر
أموت أبا جعفر فالوداع {#spc}وداع الفراق وداع العمر