أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم Poem by عمرو بن مالك الشنفرى

أقيموا بني أمي، صدورَ مَطِيكم

أقيموا بني أمي، صدورَ{#spc} مَطِيكم فإني، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ
فقد حمت الحاجاتُ، والليلُ مقمرٌ {#spc}وشُدت، لِطياتٍ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأيً، للكريم، عن الأذى{#spc} وفيها، لمن خاف القِلى، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ سَرَى{#spc} راغباً أو راهباً، وهو يعقلُ
ولي، دونكم، أهلونَ: سِيْدٌ عَمَلَّسٌ{#spc} وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
هم الأهلُ. لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ لديهم{#spc} ولا الجاني بما جَرَّ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ، باسلٌ. غير أنني إذا {#spc}عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن{#spc} بأعجلهم، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
وماذاك إلا بَسْطـَةٌ عن تفضلٍ {#spc}عَلَيهِم، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً {#spc}بِحُسنى، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصحابٍ: فؤادٌ مشيعٌ، {#spc}وأبيضُ إصليتٌ، وصفراءُ عيطلُ
هَتوفٌ، من المُلْسِ المُتُونِ، يزينها {#spc}رصائعُ قد نيطت إليها، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها السهمُ، حَنَّتْ كأنها{#spc} مُرَزَّأةٌ، ثكلى، ترِنُ وتُعْوِلُ
ولستُ بمهيافِ، يُعَشِّى سَوامهُ {#spc}مُجَدَعَةً سُقبانها، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِهِ {#spc}يُطالعها في شأنه كيف يفعـلُ
ولا خَرِقٍ هَيْقٍ، كأن فُؤَادهُ {#spc}يَظَلُّ به الكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ
ولا خالفِ داريَّةٍ، مُتغَزِّلٍ{#spc} يروحُ ويغدو، داهناً، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ ألفَّ{#spc} إذا ما رُعَته اهتاجَ، أعزلُ
ولستُ بمحيار الظَّلامِ، إذا انتحت {#spc}هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي{#spc} تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ{#spc} وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً، فأذهَلُ
وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ {#spc}عَليَّ، من الطَّوْلِ، أمرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم، لم يُلْفَ مَشربٌ{#spc} يُعاش به، إلا لديِّ، ومأكلُ
ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي {#spc}على الضيم، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحوايا، كما انطوتْ{#spc} خُيـُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا{#spc} أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ، أطحلُ
غدا طَاوياً، يعارضُ الرِّيحَ، هافياً{#spc} يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ {#spc}دعا؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ، شِيبُ الوجوهِ{#spc} كأنها قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ، تتَقَلْقَلُ
أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ {#spc}مَحَأبيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ؛
مُهَرَّتَةٌ، فُوهٌ، كأن شُدُوقها{#spc} شُقُوقُ العِصِيِّ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
فَضَجَّ، وضَجَّتْ، بِالبَرَاحِ، كأنَّها{#spc} وإياهُ، نوْحٌ فوقَ علياء، ثُكَّلُ؛
وأغضى وأغضتْ، واتسى واتَّستْ بهِ {#spc}مَرَاميلُ عَزَّاها، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
شَكا وشكَتْ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت{#spc} ولَلصَّبرُ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ
وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ، وكُلُّها{#spc} على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ، مُجْمِلُ
وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ؛ بعدما {#spc}سرت قرباً، أحناؤها تتصلصلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ، وابتدرنا، وأسْدَلَتْ{#spc} وَشَمـَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَوَلَّيْتُ عنها، وهي تكبو لِعَقْرهِ{#spc} يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
كأن وغاها، حجرتيهِ وحولهُ {#spc}أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ، نُزَّلُ
توافينَ مِن شَتَّى إليهِ، فضَمَّها كما{#spc} ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
فَعَبَّتْ غشاشاً، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها{#spc} مع الصُّبْحِ، ركبٌ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشها {#spc}بأهدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ؛
وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ {#spc}كِعَابٌ دحاها لاعبٌ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشنفري أم قسطلِ لما {#spc}اغتبطتْ بالشنفري قبلُ، أطولُ
طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ{#spc} عَقِيرَتـُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ
تنامُ إذا ما نام، يقظى عُيـُونُها{#spc} حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
وإلفُ همومٍ مـا تزال تَعُودهُ عِياداً{#spc} كحمى الرَّبعِ، أوهي أثقلُ
إذا وردتْ أصدرتُها، ثُمَّ إنها{#spc} تثوبُ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
فإما تريني كابنة الرَّمْلِ، ضاحياً {#spc}على رقةٍ، أحفى، ولا أتنعلُ
فأي لمولى الصبر، أجتابُ بَزَّه {#spc}على مِثل قلب السَّمْع، والحزم أنعلُ
وأُعدمُ أحْياناً، وأُغنى، وإنما{#spc} ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ {#spc}ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
ولا تزدهي الأجهال حِلمي، ولا أُرى {#spc}سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحسٍ، يصطلي القوس ربها{#spc} وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ، وصـحبتي {#spc}سُعارٌ، وإرزيزٌ، وَوَجْرٌ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِسواناً، وأيتمتُ وِلْدَةً {#spc}وعُدْتُ كما أبْدَأتُ، والليل أليَلُ
وأصبح، عني، بالغُميصاءِ، جالساً {#spc}فريقان: مسؤولٌ، وآخرُ يسألُ
فقالوا: لقد هَـرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا فقلنا{#spc} إذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ، ثم هوَّمَتْ{#spc} فقلنا قطاةٌ رِيعَ، أم ريعَ أجْدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ، لأبرحَ طَارقاً {#spc}وإن يَكُ إنساً، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّعرى، يذوبُ لُعابهُ{#spc} أفاعيه، في رمضـائهِ، تتملْمَلُ
نَصَـبـْتُ له وجهي، ولاكنَّ دُونَهُ {#spc}ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ، إذا هبتْ له الريحُ{#spc} طيَّرتْ لبائدَ عن أعـطافهِ ما ترجَّلُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ له{#spc} عَبَسٌ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
وخَرقٍ كظهر الترسِ، قَفْرٍ قطعتهُ{#spc} بِعَامِلتين، ظهرهُ ليس يعملُ
وألحقتُ أولاهُ بأخراه، مُوفياً {#spc}على قُنَّةٍ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصحمُ حولي، كأنَّها {#spc}عَذارى عليهنَّ الملاءُ المُذَيَّلُ
ويركُدْنَ بالآصالٍ حولي، كأنني {#spc}مِن العُصْمِ، أدفى ينتحي الكيحَ أعقلُ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success