هي الأفلاكُ لا شمُّ القبابِ Poem by مصطفى صادق الرافعي

هي الأفلاكُ لا شمُّ القبابِ

هي الأفلاكُ لا شمُّ القبابِ {#spc} ولا كالفلكِ تجري في العُبَابِ
تدورُ بما تدورُ ونحنُ منها {#spc}مكانَ الظلِّ من فوقِ الترابِ
ولو انَّ الورى كانوا عليها {#spc} لباتتْ كالسفينةِ في الضبابِ
ولو أنَّ الملائكَ عاشرتهْ {#spc} لكنتَ ترى الحمامةَ كالغرابِ
ضعيفٌ وهو أقوى من عليها {#spc} قويٌّ وهو أضعفُ من ذبابِ
وليسَ الناسُ أجساماً تراأى {#spc} ولكن كلُّ نصلٍ في قرابِ
تفاوتتِ النفوسُ فربَّ نفسٍ{#spc} على فلكٍ ونفسٍ في ثيابِ
فلا عجباً إذا الإنسانُ أمسى {#spc} لدى الإنسانِ كالشيءِ العُجابِ
فَذُو المالِ اسْتَبَدَّ بكلِّ نفسٍ {#spc}وذو الهلمِ استخفَّ وذو الكتابِ
لدُنْ ركبوا سفينَ الدهرِ ظنواً {#spc} بني الدنيا متاعاً للركابِ
وليسَ المالُ غيرَ العينِ أما {#spc}غدتْ سودُ الحوادثِ كالنقابِ
فلا يفخرْ بصيرٌ عندَ أعمى {#spc} فما غيرُ المصابِ سوى المصابِ
سلوا من ظنَّ أمرَ المالِ سهلاً {#spc} أكانَ السهلُ إلا بالصعابِ
لعمركُ إنما الذهبُ المفدَّى {#spc} نفوسٌ لم تعدْ بعدَ الذهابِ
همُ اكتسبوا لغيرهمُ فأمسى {#spc} عليمُ الاكتسابُ بالاكتئابِ
وصيغَ شبابهم ذهباً أليستْ {#spc}على الدينارِ زخرفةُ الشبابِ
يمنونَ السعادةَ وهيَ منهمْ {#spc}منالَ الماءِ في بحرِ السرابِ
وإنَّ خزانةَ الآمالِ ملأى {#spc} لمن تلقاهُ مهزولَ الجرابِ
ومن يغترَّ بالأقوى يجدهُ {#spc} كنصلِ السيفِ يغمدُ في الرقابِ
متى صاحَ الدجاجُ بثُعلُبانٍ {#spc}فليسَ سواهُ من داعٍ مجابِ
يظنُّ الأغنياءُ الفقرَ ضعفاً {#spc} وكم من حيةٍ تحتَ الخرابِ
ولا يخشونَ ممن جاعَ بأساً {#spc} وليسَ أضرَّ من جوعِ الذئابِ
ألم تكنِ السفينةُ من حديدٍ {#spc}فما للماءِ يخرقها بنابِ
إذا شحتْ على الأمواجِ تعلو {#spc} فما بعدَ العلوِّ سوى انقلابِ
أما للعلمِ سلطانٌ على من{#spc} يرى أنَّ الفضائلَ في الخلابِ
وما ذو العلمِ بينَ الناسِ إلا {#spc} كَمَنْ كَبَحَ البهيمةَ لاحتلابِ
يظلُّ بها يمارسُها شقياً {#spc} وحالبُها يمتَّعُ بالوطابِ
وكم بينَ الطروبِ وذي شجونٍ {#spc} إذا أبصرتُ كلاً في اضطرابِ
أرى العلماءَ إذ يشقونَ فينا {#spc} نعيماً كامناً تحتَ العذابِ
كقطعةِ سكرٍ في كأسِ بنٍ {#spc} تذوبُ ليغتدي حلوَ الشرابِ
ومن أخذَ العلومَ بغيرِ خُلقٍ{#spc} فقدْ وجدَ الجمالَ بغيرِ سابي
وما معنى الخضابُ وأنتَ تدري {#spc} بأنَّ العيبَ من تحتِ الخضابِ
إذا الأخلاقُ بعدَ العلمِ ساءتْ {#spc} فكلُّ الجهلِ في فصلٍ وبابِ
ولولا العلمُ لم تسكنْ نفوسٌ {#spc} على غيِّ الحياةِ إلىالصوابِ
ولولا الدينُ كانتْ كلُّ نفسٍ {#spc} كمثلِ الوحشِ تسكنُ للوثابِ
رأيتُ الدينَ والأرواحَ فينا {#spc} كما صحبَ الغريبُ أخا اغترابِ
فلا روحٌ بلا دينٍ ومن ذا {#spc} رأى راحاً تُصَبُّ بلا حبابِ
ليجحدْ من يشاءُ فربَّ قشرٍ {#spc} يكونُ وراءهُ عجبُ اللبابِ
وللهِ المآبُ فكيف يعمى {#spc}أخو الأسفارِ عن طرقِ المآبِ
وما ظماءي وفي جنبيَّ نهرٌ{#spc} تدفقَ بينَ قلبي والحجابِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success