الحنين الى الجزيرة Poem by مصطفى وهبي التل

أفي كلّ يوم أنت مضنى مروع {#spc}تشوقك أوطان وتصيبك أربع
تعشقتها طفلا صغيرا كأنّما {#spc} رضعت هواها قبلما كنت ترضع
فمنذ بها نيطت عليك تمائم {#spc} وأنت بها من دون تربك مولع
قضيت الصّبا صبّا وأنحيت نحوه {#spc} شبابا تقضى وهو بالوجد مشبع
تكاد حنينا ان تذوب إذا بدا {#spc} لعينيك برق بالجزيرة يلمع
تكاد إذا ريح الجنوب تنسمت {#spc} حنينا إلى وادي الأراكة تهرع
أتحسب كثبان المهامه يا فتى{#spc} جنانا بها أيك السعادة مفرع
فتشجيك ذكراها ، ويصيبك ذكرها {#spc} وتشتاق سكناها إذا ضاق موسع
وما هي ، لو أوتيت علما بأمرها {#spc} سوى بلقع من نضرة العيش بلقع
فمتع بما أعطيته من تمدين{#spc} جوانح جدا شاقهنّ التمتع
ولا تك جحّادا بنعمى حضارة {#spc} على بعضها عين البداوة تدمع
ألا ايّها الغرّ المرجى رحابة {#spc} بأرض بمن فيها من الناس تظلع
نزلت بواد غير ذي زرع ما جنى {#spc} خلا القحط من إخصابه المتوقع
فدع عنك إغواء الصبابة وارعو {#spc} فإنّك في سهل من الوهم ترتع
بنفسي وأهلي أفتديها مواطنا {#spc} مدى العمر ما انفكت لها النفس تنزع
قضيت الصّبا وجدا بها وصبابة {#spc} فهيات عن تهيامي العمر أقلع
ألا حبذا أرض الجزيرة موطنا {#spc} وإن كان من دوح السعادة بلقع
أقول لنفسي حين راح كلامها {#spc} جزافا بإقناع الذي ليس يقنع
نعم ، جيدها عطل من الحليّ والحلى {#spc}ولكنّه بالمكرمات مرصع
وإنّ مغانيها وإن قلّ خصبها {#spc} لمن كلّ مرعى قام بالغرب أمرع
وأبيات شعر رصعت جنباتها {#spc} لمن كلّ قصر قام بالغرب أرفع
فيا حبذا بيت من الشّعر ما به{#spc} لعلج زنيم ، دأبه الغدر ، مطمع
ولا حبذا قصر مشاد بروضة {#spc} على الرغم مني فيه للعلج مربع
فلا خير في دار بأحرار أهلها{#spc} تضيق إذا خطب أناب ، وتظلع
وآل بعرض القفر يخدع ظامئا {#spc} لغلتنا من نهر ( لندن ) أنقع
وبوم يحيي الليل في حالك الدجى {#spc} بنعق له جأش المصاليت يجزع
أحبّ لسمعي من تغاريد آلة {#spc} لغير بلادي يا أخا العرب تصنع
وكلّ بلاد يلفظ الضاد أهلها {#spc} بلادي ، وإن كانت بمثلي تظلع