الجُنْدي المَجْهُول Poem by عبد القادر رابحي

الجُنْدي المَجْهُول

يَتَذَكَّرُنِي جَيِّدًا
غَيْرَ أَنِّيَ لاَ أَتَذَكَّرُهُ
رُبَّمَا كُنْتُ فِي غَفْلَةٍ مِنْهُ
أَوْ قَدْ تَعَمَّدْتُ نِسْيَانَهُ
غَيْرَ أَنَّ الذِي فِي ابْتِسَامَتِهِ مِنْ أَسَارِيرَ
يَعْرِفُنِي جَيِّدًا
يَتَقَدَّمُ نَحْوِيَ
فِي خَطْوَةٍ وَاثِقَهْ
هَا هُوَ الآنَ يَفْتَحُ لِي قَلْبَهُ
ثُمَّ يَجْهَرُ بِاسْمِيَ
ثُمَّ يُعَانِقُنِي
-كَيْفَ حَالُكَ..؟
أَسْأَلُهُ
-كَيْفَ حَالُكَ..؟ فِي دَهْشَةٍ
ثُمَّ يَغْمُرُنِي بِالحَدِيثِ عَنِ الشَّجَرِ المُسْتَفِيقِ
وَ عَمَّا تَخَثَّرَ فِي قَمَرِ الانْكِسَارَاتِ
مِنْ مُدُنٍ تَتَبَاهَى بِأَحْزَانِهَا المُورِقَهْ
رُبَّمَا كَانَ رِدْحًا مِنَ العُمْرِ
أَوْ لَحْظَةً فِي المُخَيَّمِ
أَوْ رِحْلَةً لِلْخُرُوجِ مِنَ الجُبِّ
أَوْ فِكْرَةً تَتَصَاعَدُ مِنْ عُنُقِ المِشْنَقَهْ
رُبَّمَا كَانَ جُرْحًا قَدِيمًا
تَذَكَّرَنِي فَجْأةً
غَيْرَ أَنِّيَ لاَ أَتَذَكَّرُهُ
أَوْ تَعَمَّدْتُ نِسْيَانَهُ
رَغْمَ مَا قَالَ لِي مِنْ حَوَادِثَ
أَحَتَاطُ أَنْ تَعْرِفَ النَّاسُ عَنِّي تَفَاصِيلَهَا المُحْرِقَهْ
يَتَذَكَّرُنِي جَيِّدًا
وَ يُحَدِّثُنِي
أَتَبَسَّمُ
يَرْسُمُ لِي وَطَنًا دَامِسًا
فِي امْتِدَادَاتِ هَذَا الفَضَاءِ الكَسِيحِ
وَ يُخْبِرُنِي بِاسْمِهِ
أَتَجَنَّبُ ذِكْرَ اسْمِهِ فِي السِّيَاقِ
وَ مَا قَدْ يُحِيلُ إِلَى أَنَّنِي لَسْتُ أَذْكُرُهُ
كُنْتُ أُصْغِي إِلَيْهِ
وَ أَبْحَثُ عَمَّا يُذَكِّرُنِي بِغَضَاضةِ
أَسْمَائِهِ العَالِقَهْ
كُنْتُ أُصْغِي إِلَيْهِ
وَ لاَ شَيْءَ غَيْرَ الذِي لَسْتُ أَذْكُرُهُ عَنْهُ
يَزْرَعُنِي قَمَرًا فَارِغًا
فِي مَلاَمِحِهِ
وَ دُمًى تَتَسَاءَلُ عَمَّا تَقَاطَرَ مِنْ جُرْحِهِ
مِنْ تَفَاصِيلَ
فِي الجُمَلِ اللاَّحِقَهْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success