الأنسان و الدّين Poem by إيليا أبو ماضي

الأنسان و الدّين

إنّي عرفت من الإنسان ما كانا {#spc} فلست أحمد بعد اليوم إنسانا
بلوته و هو مشتدّ القوى أسدا {#spc} صعب المراس و عند الضّعف ثعبانا
تعود الشّرّ حتّى لو نبت يده {#spc} عنه إلى الخير سهوا بات حسرانا
خفه قديرا و خفه لا اقتدار له {#spc} فالظّلم و الغدر إمّا عزّ أو هانا
ألقتيل ذنب شنيع غير مغتفر {#spc} و القتل يغفره الإنسان أحيانا
أحلّ قتل نفوس السائمات له {#spc} و الطيّر و القتل قتل حيثما كانا
أذاق ذئب الفلا من غدره طرفا {#spc} فلا يزال مدى الأيام يقظانا
و نفّر الطير حتّى ما تلمّ به {#spc} إلاّ كما اعتادت الأحلام و سنانا
سروره في بكاء الأكثرين له {#spc} و حزنه أن ترى عيناه جذلانا
كأنّما المجد ربّ ليس يعطفه {#spc} إلاّ إذا قدّم الأرواح قربانا
هو الذي سلب الدّنيا بشاشتها {#spc} وراح يملأها همّا و أحزانا
لا تصطفيه و إن أثقلته منّنا {#spc} يعدو عليك و إن أولاك شكرانا
قالوا ترّقى سليل الطّين قلت لهم {#spc} ألآن تمّ شقاء العالم الآنا
إنّ الحديد إذا ما لان صار مدى {#spc} فكن على حذر منه إذا لانا
و المرء وحش و لكن حسن صورته {#spc} أنسى بلاياه من سمّاه إنسانا
قد حارب الدّين خوفا من زواجره {#spc} كأنّ بين الورى و الدّين عدوانا
ورام يهدم ما الرحمن شيّده {#spc}و ليس ما شيّد الرّحمن بنيانا
إنّي ليأخذني من أمره عجب {#spc}أكلّما زاد علما زاد كفرانا ؟
و كلّما انقادت الدّنيا و صار له {#spc} زمامها انقاد للآثام طغيانا ؟
يرجو الكمال من الدّنيا و كيف له {#spc}نيل الكمال من الدّنيا و ما دانا ؟
إذا ارتدى المرء ما في الأرض من برد{#spc} و عاف للدّين بردا عاد عريانا
هو الحياة التي ما غادرت جسدا {#spc} إلاّ اغتدى الميت أحيامنه وجدانا
و هو الضّياء الذي يمحو الظّلام فمن {#spc}لا يهتدي بسناه ظلّ حيرانا
و المنهل الرائق العذب الورود فمن {#spc} لا يسقي منه دام الدّهر عطشانا
ليس المبذّر من يقلي دراهمه {#spc} إنّ المبذّر من للدّين ما صانا
ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر {#spc} إنّي أرى من ذوي الأبصار عميانا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success