وجوه ومرايا Poem by نازك الملائكة

وجوه ومرايا



يا كؤوس الأحلام يا من {#spc}تخيّل تك أفقا تضمّه الأضواء
آه لو تدركين كيف أحسّ ال كون{#spc} صحراء خلفها صحراء
والرحيق الذي حلمت به {#spc}كي ف طوته المرارة الخرساء
كيف حين استلمت كأسي {#spc}أرسل ت دموعي ولم يفدني ارتواء
إرتوائي ؟ أوّاه من حرق الرّو ح{#spc} لماذا تظلّ روحي ظمأى ؟
إرتوائي ؟ هذا السّراب الذي {#spc}ير كض قلبي وراءه وهو ينأى
إرتوائي حسبته شفقا حل وا{#spc} فلمّا دنوت لم أر شيئا
ليس غلا اللاشيء يصدم شوقي {#spc} ويذيب الأحلام جزءا فجزءا
ألفراغ الفراغ يقتلني أوّ آه{#spc} لو كان للوجود وجود
آه لو لم تحل مواقع أقدا مي{#spc} امتدادا حدوده اللاحدود
السكوت السكوت يفغر فاه {#spc}وغدا يغرب الهوى والنشيد
والظلام الظلام يطفىء عينيّ{#spc} فماذا أحسّ ؟ ماذا أريد ؟
أيّها الليل ليل روحي أما من{#spc} ملجأ من برودة الظلماء ؟
ظمأ صارخ بأعماق نفسي{#spc} لشعاع مسلسل من ضياء
آه لو لم يحل رجائي الإلهيّ {#spc}سرابا ضحلا وبعض عزاء
آه لو كانت السعادة شيئا {#spc}غير هذي الفقاعة السوداء
لقبّوها الحياة وهي اضطراب {#spc} أبدي ولهفة لا تقرّ
وامتداد للاّنهاية لا يب دأ{#spc} لا ينتهي فأين المفرّ ؟
لقبّوني ' أنا ' ولم يفهموني {#spc}ما أنا ما وجودي المكفهرّ
أنا ماذا ؟ تحرّق ليس يرتا ح{#spc} وظلّ سرعان ما سيمرّ
في صفاء المرآة حدّقت في طي في{#spc} طويلا والشكّ في مقلتيّا
كائن شاحب يحدّق في وج هي{#spc} مثلي محيّرا مطويّا
هذه هذه أنا ليس من شكّ{#spc} فلم لا أمسّها بيديّا ؟
لم لا أستطيع أن ألمس الذا ت ؟{#spc} وأمحو تحرّقي الأبديّا ؟
ثم ماذا ؟ أمدّ كفّي في شو ق{#spc} عميق فلا أعانق ذاتي
صدمة صدمة تمزّق روحي {#spc} ليس إلا برودة المرآة
الزجاج الجبّار شفّ ولكن{#spc} عن مثال مشوّه للحياة
عن كيان رسمته أنا وحدي {#spc} فإذا غبت غاب في الظلمات
الكيان الممسوخ ها أنا أمحو ه{#spc} كفاه هزءا بنار أسايا
ضربة من يدي تحطّمت المر آة{#spc} فوق الثرى وعادت شظايا
ليتني كنت صنتها عاد وجهي {#spc} ألف وجه تطلّ منها الضحايا
ليتني كنت صنتها ليتني أع لم{#spc} كيف المرآة عادت مرايا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success