المرآة Poem by فيصل خليل

المرآة

تخدعُهُ المرآةْ
وكلُّ ما يحدثُ أنَّها
تغيِّرُ الجهاتِ
أو تبدِّلُ الصفاتْ
تخدعُهُ المرآةْ
لأنْها تُنزلُ حاجبيهْ
وتكثر الخطوطَ في جبينهِ
وتسفحُ الغروبَ
في عينيهْ
تخدعُهُ المرآةْ
لأنّها تضخُّم الندوبْ
وتقرأُ الحروفَ بالمقلوبْ
وتُظهر الغالبَ
كالمغلوبْ
تخدعُهُ المرآة
لأنها تستبدل الأسواقَ
بالأشواقْ
وتمزجُ الآفاقَ
بالأنفاقْ
تخدعُهُ المرآة
يختلطُ المكانُ
بـ... الكمينْ
يختلطُ اليسارُ باليمينْ
والياسمينةُ التي يحملّها
في يدهِ
تطعنُ كالسكّين
تخدعُهُ المرآة
لأنّها
تزوّرٌ الحقيقة
وكلّما قرَّبَ منها عُشبة
يابسةً
صاحت بأعلى صوتها
حديقةْ
تخدعُهُ المرآةُ
أو
تصدقُهُ المرآةْ
لأنّها
في كل مرَّةٍ
تضحكُ من نظرتِهِ
قائلةً
هيهاتْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
فيصل خليل

فيصل خليل

سوريا
Close
Error Success