نفثة Poem by طاهر زمخشري

قد حملتُ الأسى وفاضَ إهابي{#spc} بعد أن ذاب في الشجون شبابي
وأنا لم أزلْ أُلملم أطرا {#spc} في، وأمشي مكبَّلاً بالصعاب
فطويتُ الأعوامَ أزحف في التّيـ {#spc} ـهِ، وزادي ومركبي أوصابي
تتوارى عن المسالك آرا {#spc} بي ،ويحتثُّ من خطايَ غِلابي
وشراعي الرفّاف صبري، ومِجدا {#spc} في ثباتي، وفي الحنايا رِغابي
كلما أَوغلَ الزمانُ بشوطي {#spc} نهشتْني سودُ الليالي بناب
مُثْخناً بالجراح يهصرني الدا {#spc} ءُ، ويسطو على الفؤاد المُذَاب
وتغرّبتْ في الحياة بآلا {#spc}مي، وصاحبتُ شِقْوتي في اغترابي
وشربتُ القذى على نخب إخفا {#spc} قي، بكأسٍ سخيَّةٍ بالشراب
عاقرتْني مع اليفاعة أَحْدا {#spc} ثٌ، أراها لما تزلْ في ركابي
فإذا بالصِّبا بكفّي هباءٌ {#spc}وإذا العمرُ حفنةٌ من تراب
بعثرتْها على الخطوب ليالٍ {#spc} تتعاوى مسعورةً كالذئاب
وأنا بينها أُناغم آما {#spc} لي، بألحانِ مِزْهري المِطراب
أتغنّى فيستجيب ليَ الحُسْـ {#spc} ـنُ، ويشدو بصبوتي أترابي
ويروقُ الجمالُ حلوَ أغاريـ {#spc} ـدي، فيهفو إلى الصدى الجذّاب
وأصوغ النشيدَ من ذوب نفسٍ{#spc} تترامى بلاهب صخّاب
فإذا الداءُ في حواشيَّ إعصا {#spc} رٌ، ترامتْ أطرافُه في إهابي
عِلَّتي ناشتِ الحنايا فلم أَفْـ {#spc}ـزَعْ، فجدَّت صروفُها في طلابي
فِلذتي، زهرةُ الحياة وأغلى {#spc}ما بكفّي من الأماني العِذاب
وفؤادي الذي وقفتُ عليهِ الْـ {#spc} ـعُمْرَ، أرويه بالدم المنساب
في ربيع الحياة ألقتْه للدا {#spc}ءِ عليلاً، فضاع مني صوابي
وتململتُ في مكاني من الأَيْـ {#spc}ـنِ، وجالدتُ باصطباري مُصابي
ما شكوتُ الأسى وما ضقتُ بالدا {#spc} ءِ، وإنْ أَثلَم القضاءُ حِرابي
وعزائي الصبرُ الجميل الذي أَنْـ {#spc}ـسُجُ من لطفه نقيَّ الثياب
غيرَ أني لما يُعاني فؤادي{#spc} جئتُ أرجو من الإله ثوابي