أننسى ؟ Poem by محمود مفلح

إذا كانت جراحُ الناس تغفو{#spc} فإنَّ جراحَنا أبداً تفور
وإن كانت همومهمُ رَماداً {#spc} فإن همومَنا الصغرى سَعير
أيحكم في قضيتنا عدوٌّ {#spc}ويُرشدنا لغايتنا ضرير ! ؟
ونبقى في الحياة بلا لسانٍ {#spc} وقد نطقتْ بحاجتها الحمير
ندور كما يقول القوم دوروا {#spc} وإن رغبوا الثباتَ فلا ندور
ومِنّا من يرى في الخيش خزاً {#spc}ومنّا مَن يضايقهُ الحرير
ويبحث بعضُنا عن كأس ماءٍ. {#spc} وتُغرق بعضَ سادتنا الخمورُ ؟
كأن النائبات لنا فراشٌ {#spc} وأنَّ العادياتِ لنا دُثور
وما زالت تُؤرّقنا سفوحٌ {#spc} لها في كل جارحةٍ حُضور
أننسى فى دروب القدس ليلى {#spc}وليلى تستغيثُ وتستجير ؟
أننسى أعين الليمون ترنو{#spc} وأعشاشاً تحن لها الطيور
أننسى مسجداً ونداءَ فجرٍ {#spc} ومحراباً وهل تُنسى الجذورُ ؟
لئن مِتنا فإنَّ لنا قبوراً {#spc} ستحكي كلَّ قصتنا القبور
رجالاً أصبح الاطفال فينا {#spc} وفي أرض الصدام لهم زئير
كأنهم من الصّوان قدّوا {#spc} ومن بُركانه هذا الزفيرُ
فلا تعجبْ وليس لهم رصاص إذا{#spc} وقعت على الموتِ الصدور
نعم ثاروا وعدتهم حجارٌ {#spc} ونحن القاعدون متى نثور‍ ! ؟
نعم ثاروا وكلهمُ جياعٌ {#spc}ونحن المتخمين متى نثور ! ؟
دماؤهم على الطرقات مسكٌ {#spc} ويمضي للعبير بك العبيرُ
قبلنا بالحلول وأنكروها {#spc} وقالوا : إنه العار الكبير
وقبلّنا الأكفَّ لقاء سلمٍ{#spc} حقيرٌ ساقه الزمنُ الحقير
وضيّعنا الأمانة والأماني {#spc} فلا زحفٌ هناك ولا عبور
وماذا يحكم الشهداء فينا {#spc} غداة غدٍ إذا انتفضت قبورُ ؟
دماءٌ قد نسيناها ليبقى {#spc} لنا شاةٌ همام أو وزير
ولكنَّ الرجال هناك قالوا {#spc} ألا كُفّوا فقد فُطم الصغير
فَنبتُ القدس ليس له نظيرٌ {#spc} وحاشا أن يكون له نظير
بماء الذكر يُسقى كل يوم {#spc} وفي أحضانه تنمو البذور