أحوال Poem by محمود مفلح

أحوال

غداً أمضي وبعد غد أعودُ {#spc} كأني لا أُرادُ ولا أُريد
ويثقل في دروب النور خطوي {#spc} وفي هذا الدجى بصري حديد
وما لي قد حنْيتُ اليوم ظهري {#spc} وأزعُمُ أنني رجلٌ شديدُ
وأزعم أنَّ ملءَ السمع ذكري {#spc} وذكري مثل صاحبه بليدُ
وأزعمُ أنني ما زلتُ غضّاً {#spc}وفوق الطوْق قد شبّ الحفيد
وأمضي كالكفيف إلى مصيري {#spc}وأمضي لا أتيه ولا أحيدُ
وأعجب كيف لا اسطيعُ نُطقاً {#spc} وتحتَ لساني الدرُّ النضيدُ
عتبتُ عليك يا زمنَ الأفاعي{#spc} أتعبثُ في مصائرنا القرود ؟
أتحكمنا النذالة والنفايا {#spc} وترسمُ ما تشاء وما تُريد ؟
عتبتُ عليك كيف تشل ساقي {#spc} ويَخفقني بدرِّتك العبيدُ ؟
تواريني التراب ولستُ ميتاً {#spc} كما واريتني وأنا وليد
لماذا يا عدوَّ الله تبكي {#spc} وقلبُك من فظاظته حديد ؟ ؟
ألفناها دموعَ الذل حتى {#spc} سئمنا ما نقولُ وما نُعيد
تجودُ وما علمتُ لديك شيئاً {#spc} تجودُ به ، فكيف إذن تَجود ؟ ؟
وتعييني الإجابةُ يا صديقي {#spc}فبحر الصمت ليس له حدود
كتبت على جدار الصبر شعري {#spc} فلم يبق الجدارُ ولا القصيد
وعبدّتُ الطريق فما مشينا {#spc} وبيضتُ الهمومَ وهن سود
وكم أَرّخْتُ من عطشي فصولاً {#spc} لتزهر في أكفكمُ الورودُ
وكم أنذرتكم في الصبح جيشاً{#spc} وقلت لكم لقد رجعت يهود
وتزحف هذه الخمسون نحوي{#spc} أَوَ عْدٌ يا جُهينةُ أم وَعيدُ ؟ ؟
إليكَ إليكَ يا وطني المفدى {#spc} وأدري أنه قُطع البريد
فلا الزيتون في عيني ذاو {#spc} ولا عِنب الخليل به صدود
عشقتكِ يا جبال النار طفلاً {#spc}ونارُ العشقَ ليس لها خمودُ
أمدّ عليك حين الحرّ جفني {#spc}ويرعشُ حين أذكرك الوريدُ
وحاشا أن أخون العهد يوماً {#spc} وحاشا أن يساورني الجحود
أنحيا كالقطيع ولا نبالي{#spc} ونزعمُ أنه العيش الرغيد ؟
وتنسلخ البلاد بساكنيها {#spc} وتُنتهك الحدود فلا حدود
ونمضغ ذلَّنا والعارُ يمشي {#spc} على أكتافنا وله جنودُ
وكيف ألمُّ يا أبتاه صوتي{#spc} ويخرسُ فوق حنجرتي النشيدُ ؟ ؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمود مفلح

محمود مفلح

فلسطين
Close
Error Success