اما آن ان يغشى البلاد سعودها Poem by معروف الرصافي

اما آن ان يغشى البلاد سعودها {#spc} ويذهب عن هذي النيام هجودُها
متى يتأتَّى في القلوب انتباهها {#spc} فَينْجاب عنها رَيْنُها وجمودها
اما اسد يحمي البلاد غضنفرٌ{#spc} فقد عاث فيها بالمظالم سيدُها
برئت إلى الأحرار من شر أمّة {#spc} أسيرة حكام ثقال قيودها
سقى الله أرضاً أمحلت من أمانها {#spc} وقد كان رُوّاد الأمان ترودها
جرى الجور منها في بلاد وسيعة {#spc} فضاقت على الاحرار ذرعاً حدودها
عجبت لقوم يخضعون لدولة ِ{#spc} يسومهم بالموبيقات عميدها
واعجب من ذا انهم يرهبونها {#spc} واموالها منهم ومنهم جنودها
اذا وُليتْ امرَ العباد طغاتُها {#spc} وساد على القوم السراة مسودها
واصبح حرُّ النفس في كل وجهةٍ {#spc} يرد مهاناً عن سبيل يريدها
وصارت لئام الناس تغلو كرامها {#spc} وعاب لبيداً في النشيد بليدها
فما انت الا ايها الموت نعمة ٌ {#spc} يعزّ على اهل الحفاظ جحودها
ألا إنما حرية العيش غادة {#spc} مُنى كل نفس ووصلها ووفودها
يُضىء دجناَّتِ الحياة جبينها {#spc} وتبدو المعالي حيث أتلع جيدها
لقد واصلت قوماً وخلت وراءها {#spc} اناساً تمنى الموت لولا وعودها
وقد مرضت أرواحنا في انتظارها {#spc} فما ضرها والهفتا لو تعودها
بنى وطني مالي أراكم صبَرتُم {#spc} على نُوَبٍ أعيا الحُصاة َ عديدُها
أما آدكم حمل الهوان فإنه {#spc} اذا حملته الراسياتُ يؤودها
قعدتم عن السعي المؤدي إلى العلا {#spc} على حين يُزري بالرجال قعودها
ولم تأخذوا للأمر يوماً عتاده {#spc} فجاءت امور ساء فيكم عتيدها
ألم تروا الأقوام بالسعي خلّدت {#spc} مآثر يسقصى الزمان خلودها
وساروا كراماً رافلين إلى العلا {#spc} باثواب عزّ ليس يبلى جديدها
قد استحوذتْ يا للخسار عليكم {#spc} شياطينُ إنس صال منكم مَريدها
وما اتَّقدت نار الحمية منكمُ {#spc} لفقد اتحادٍ فاستطال خمودها
ولولا اتحاد العنصرين لما غدا {#spc} من النار يذكوا لو علمتم وَقودها
إذا جاهل منكم مشى نحو سُبَّة {#spc} مشى جمعكم من غير قصد يريدها
كأنكم المعْزَى تهاويْنَ عندما {#spc} نزا فنزتْ فوق الجبال عتودها
وماثَلَّة ٌ قد أهملتها رُعاتها {#spc} بمأسدة ٍ جاعت لعشر أسودها
فباتت ولا راعٍ يحامي مراحها {#spc} فرائس بين الضاريات تبيدها
بأضيعَ منكم حيث لا ذو شهامة {#spc} يذبّ الرزايا عنكم ويذودها
اتطمع هذي الناس ان تبلغ المنى {#spc} ولم تورَ في يوم الصدام زنودها
فهل لمعت في الجو شعلة بارقٍ {#spc} وما ارتجست بين الغيوم رعودها
وادخنة النيران لولا اشتعالها {#spc} لما تمَّ في هذا الفضاء صعودها
وإن مياه الأرض تَعْذُب ما جرت {#spc} ويُفْسدها فوق الصعيد ركودها
ومن رام في سوق المعالي تجارة {#spc} فليس سوى بيض المساعي نقودها