بحمد لله من ألهم Poem by عبد الغني النابلسي

بحمد لله من ألهم

بحمد الله من أَلهَم {#spc} وعنا قد أزال الهمّْ
ومنهُ زادنا فضلاً {#spc} وبالتوفيق قد أنعمْ
بدأنا رحلةً كانت {#spc} على الدنيا بها يُختمْ
وقد فزنا بما نهوى {#spc} وأدركنا الثواب الجَمّْ
مع الإخوان والأحبابِ {#spc}أهل المسلَك الأقومْ
فسرنا من دمشق الشامِ{#spc} سير المُعرب المُعجمْ
إلى القدس الشريف القدرِ{#spc} ذاتِ المنظرِ الأفخمْ
وزرنا الأنبيا والأولِيا{#spc} مَن جاهُهُم يُخدمْ
وباسم الله سافرنا {#spc} وعُدنا باسمهِ الأعظمْ
وجاوزنا على خيرٍ {#spc} وحزنا أشرف المَقدمْ
وقد كان الربيع الغض{#spc} ضُ فينا ضاحكَ المبسمْ
وأزهار الروابي قد{#spc} أهاجت شوق مَن يشتمّْ
ومن ينظرْ إليها {#spc} يُبصرُ الدِّينارَ والدرهمْ
وعُرفَ الطيبِ من بعدٍ {#spc} على تلك النواحي نمّْ
ودُرُّ الغيث منظومٌ {#spc} لأثوابِ الرُّبا نَمنَمْ
وقد سرنا على استقلالنا{#spc} بالغير لا نأتمّْ
متى أرضاً أردناها{#spc} نزلنا مرجها الأنعمْ
ومعنا ما له نحتاجُ{#spc} مِن لبسٍ ومن مَطعمْ
ولمّا أن قصدنا السَّيْرَ{#spc} لا نلوي ولا نسأمْ
وللأصحاب ودّعنا{#spc} وأهلَ البيت والمحرمْ
وصلينا صلاة الصّبْحِ{#spc} وسط الجامع الأقدمْ
مجاورُ دارنا الأمويّْ {#spc} بقومٍ شملهم يُنظمْ
وزرنا الراسَ من يحيى{#spc} لأنواعِ الدُعا نلزمْ
وزرنا الوالد المرحومَ{#spc} مع مَن عنده يُرحمْ
وفي باب الصغير الكللِ{#spc} زُرناهم كما تَعلمْ
وقد زرنا اَرسلان {#spc} الوَليَّ الكاملَ الضيغمْ
ومن في قبره ممَّن {#spc} بهم ذاك الحِما مُفعمْ
وزرنا مسجد الأقصابِ{#spc} فيه كمْ شهيد كمْ
وزرنا الشيخ محي الدين{#spc} من قلبي به مُغرمْ
وأقواماً حوى قاسيون{#spc} منهم جانباً أعظمْ
وخصّصنا الذي ندري {#spc} وعمّمنا قبوراً ثمّْ
وقميني لقد زرنا{#spc} وشيخاً معه توأمْ
وذاك الشيخ محمود اللَذي {#spc} ذكري له أَلزمْ
وباقي من حواهُ السفحُ {#spc} من قاسيون واستلزمْ
إلى أن جئت داريا {#spc} بقومي والهوى خيمّْ
وزرنا من بداريا {#spc} ومن أشياخها المُعظمْ
وأمواتاً وأحياءً{#spc} ومن ربِّي بهم أعلمْ
وبتنا بين أقوامٍ{#spc} بهم من جاءهم يَغنمْ
إلى أنْ سعسعاً جئنا {#spc} وفيها شملنا ملتمّْ
وبالخان الذي فيهِ {#spc} نزلنا زادنا نَطعمْ
وبتنا ثم أصبحنا {#spc} على الخيل التي تُلجَمْ
نسيرُ إلى قنيطرةٍ {#spc} من النقّار لم تسلمْ
وجئنا خانها حتى {#spc} لقد بتنا بها نُكرمْ
وجئنا جسر يعقوبٍ {#spc} وكان الليل قد أظلمْ
وفوق النهر حطَّينا {#spc} عمود الخيمة المُحكمْ
على ذاك الربيع الطّلقِ{#spc} إذ تلك النواحي عَمّْ
وقد بتنا به حتى {#spc} تجلّى الصبحُ واستحكمْ
بجُبٍّ يوسفيٍّ قد {#spc} نما شوقٌ لنا قد تمّْ
ومنه الماء أخرجنا {#spc} لذيذاً طعمه في الفمْ
ونحو المَنية الأقوام{#spc} ساروا بالقضا المُبرمْ
بها بتنا على روضٍ {#spc} تسامى مدحُه عن ذمّْ
وفيها بركةٌ لكن {#spc} لها ماءٌ هو الأوخمْ
وأصبحنا إلى وادي {#spc} عيونُ تِجارِهم في همّْ
وأوفيناهُ بعد العصرِ{#spc} نَلقى وجهه أقَّمْ
وقالوا شيخه أضحى {#spc} من الأعدا مُراق الدمّْ
فلم ننزل به حتى {#spc} ذهبنا للفلا نَقحمْ
وفي ناعورةٍ بتنا {#spc} بأعلى ذلك المقسمْ
وأصبحنا إلى جينينَ {#spc} ينمو شوقنا فاعلمْ
وقد جاءت تلاقينا {#spc} مجاذيبٌ كموج اليمّْ
وقد ضِفنا وكيلاً {#spc} للشَريف الحاكم الأحكمْ
وبتناها ثلاثاً من {#spc} ليالٍ عيشها نَغنمْ
وسرنا بعدها حتى {#spc} أتينا يَعْبداً ننضمّْ
وضِفنا مصلح السامي {#spc} ويسمو من له يمَّمْ
وبتنا عنده والفجرُ {#spc} بالأنوار قد أعلمْ
إلى أنْ بُرقةً جئنا {#spc} ومن أنجَدْ بنا أتهَمْ
وفي نابُلْسَ قد حطَّت {#spc} بنا الخيلُ التي تُكرمْ
وفيها لم نزل نسمو {#spc} وربِّي فضله عممّْ
عَلِي أغا نزلنا في {#spc} حِماهُ ذلك الأكرمْ
وكم عنده في {#spc} حَضرةٍ أوقاتُها تُغنمْ
وبتنا خمسة الأيامِ{#spc} لم نحزن ولم نهتمّْ
وحفَّتنا مسراتٌ {#spc} وشاهدنا بُدورَ التَّمّْ
وسافرنا لجمَّاعينَ {#spc}ذات الرونقِ الأجسمْ
ديار بني قدامة {#spc} أهلُ فضلٍ كلّهم أشهمْ
وجئنا عينَ يبرودٍ {#spc} فتحنا جفنها المُنضمّْ
وأقبلنا على القدس {#spc} الشريفِ الواضح الأقومْ
وقد وافت تلاقِينا {#spc} كرامٌ نارُهم تُضرمْ
وحطَّينا بسلطانيَةٍ{#spc} علياء تجلو الغمّْ
وجاءتنا كبارٌ مِن {#spc} أهالي ذلك المَيسمْ
وجئنا الصخرة الغرَّا {#spc} وذاك المشهد الأضخمْ
وزرنا المسجد الأقصى {#spc} ونوراً للنُّهى أفحمْ
وكم من مشهدٍ فيه {#spc} لعامِي يُغفر المأثمْ
وزرنا عينَ سلوانٍ {#spc} يحاكي ماؤها زمزمْ
وداود النبِي زرنا {#spc} وفزنا بابنه الأفهمْ
سليمانُ النبِي صلّى {#spc} عليهِ من له عظَّمْ
وفوق الطور زرنا {#spc}العامِيَّ العالم الأعلمْ
وجسمانيةً فزنا {#spc} بها بالقبرِ مِن مريمْ
وسرنا للنبِي موسى {#spc} ومَن ربِّي له كلَّمْ
وبتنا ليلةً فيه {#spc} بصَحبٍ جارُهم يُكرمْ
وقد سرنا إلى حبرونَ{#spc} وهْي الداءُ والمرهمْ
وقد زرنا خليل اللهِ {#spc} إبراهيمهُ الملهمْ
وإسحاقاً ويعقوباً {#spc} ويوسف ذا البَها المفهمْ
وكلٌّ في قبالتِهِ {#spc}له أهلٌ لدى معلمْ
وأنوار شهدناها{#spc} مزيلاتٍ لما أظلمْ
وفي ياقين قد زرنا {#spc} أهالي مسجدٍ يُهدمْ
ومن كَفْر البِريك القبرَ{#spc} لوطٌ فيه لم يعدمْ
وغار الأنبيا فيهِ {#spc} وإبراهيمُ مِن أدهمْ
وكم قُطبٍ وصدِّيقٍ {#spc} ومن يفهم ولا يفهمْ
وكم شيخٍ ومجذوبٍ {#spc} تبرّكنا بهم نهتمّْ
وقد زرنا لعيسى مَولِداً{#spc} أضحى ببيتِ اللّحمْ
وقد عدنا لبيت المقدسِ{#spc} الباهي السنا الأغنمْ
وودعناهُ إذ ذقنا {#spc} فراقاً طعمه علقمْ
وسرنا بعد ذا يسمو {#spc}لنا في البيرة المَقدمْ
وجئنا سنجِلاً بتنا {#spc} بها والليل قد أعتمْ
ونابلساً أتيناها {#spc} لنا رزقٌ بها يُقسمْ
وقد بتنا ثلاثاً من {#spc} ليالٍ ما بها نُرغمْ
وقد جئنا قباطيةً {#spc} وأجلى أمرنا المُبهمْ
وجنيناً بها يومينِ{#spc} كنَّا والأسى يهزمْ
ويوماً ثالثاً فيه {#spc} لقينا السيِّدَ المكرمْ
شريفاً كاملاً يحيى {#spc} به الجود الذي يعدم
وودَّعناه حتى في {#spc} عيون تجارهم تنعمْ
وبتنا ثم أصبحنا {#spc} نرى بالمنية المغنمْ
لدى الخان الذي فيها {#spc} وبتنا لا نرى مَعزمْ
وجئنا سعسعاً من {#spc} بَعدِ هذا شوقنا هيّمْ
إلى وادي دمشق {#spc} الشام ذات الجانب الأسلمْ
وبتنا ثم أصبحنا {#spc} نرى طفل السرى يُفطمْ
فأقبلنا على الأخوان{#spc} منا الشوق لا يُكتمْ
فلاقونا بترحيبٍ {#spc} وعنهم حالهم ترجمْ
ووافينا لأهلينا {#spc} وربِّي بالعلا كرَّمْ
وزاد الله إنعاماً {#spc} علينا لم يزل أدومْ
ونلنا فضلهُ أرِّخ {#spc} برحلةِ قُدْسه الأكرمْ
وصلى الله مولانا {#spc} على طه وقد سلَّمْ
وكل الآل والأصحاب {#spc}مَن أوصافهم تُرقمْ
ويوماً ثالثاً فيهِ {#spc} لقينا السيِّد المكرمْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success