يا من أرومهم بكل مرام Poem by عبد الغني النابلسي

يا من أرومهمُ بكل مرامِ {#spc} وأراهمُ في يقظتي ومنامي
وأنا بهم في جنة متنعم {#spc} منهم بأنواع من الإنعام
كيف التفتُّ رأيت طلعة وجههم {#spc} تزهو خلال ستائر الأوهام
ولقد حظيت بهم على فُرُشِ التقى {#spc} وأنا وإياهم لفيف قوام
ولقد تعانقنا فصرنا واحداً {#spc} وطفت مياهُ الوصل نار أوامي
وعلي قد جادوا بما فوق المنى {#spc} والغير ينتظر انكشاف لثام
أو ما ترى ذكري لهم متنوعاً {#spc} وبهم عليهم صار شكري نامي
ومدحتهم بجميع ألسنة الورى {#spc} في كل مرتبة وكل مقام
ونظمت ديوان التغزل كله {#spc} فيهم بلفظ معجب ونظام
وأتيت فيه بكل معنى رائق {#spc} في كل جارية وكل غلام
ومورَّد الخدين فاق بجيده {#spc}وبطرفه الساجي على الآرام
يثني معاطفَه الدلالُ كأنه {#spc} غصن وفي أعلاه بدر تمام
وذكرت كل لطيفة في روضةٍ {#spc}وهزار دوحٍ مطرب الترنام
وجداول الأنهار والنسمات في {#spc} حركاتها والزهر في الأكمام
الغصن يرقص والنواعير التي {#spc} بالجنك قارنها غناء حمام
ومجالس الندمان قمت بوصفها {#spc} والدن والساقي وكأس مدام
وكشفت بالآلات عن ألحانها {#spc} وشرحت فرط صبابةٍ وغرام
وجيمع ذاك مقصدي أنتم به {#spc} وأجل ما مولى وكل مرامي
لا غيركم أربي وإن حوّلته {#spc} عنكم بلفظي في الورى وكلامي
أنتم هم المعنى المراد بكل ما {#spc} قد قلت عنكم والجميع أسامي
وكذاك ديوان المديح جميعه {#spc} فيكم نشرت به صفات كرام
ورسائل الإخوان فيما بيننا {#spc} مشمولة بتحية وسلام
وصفات أهل العلم فيه شرحتها {#spc} ومدحت كلَّ محقق علام
وجمعت أوصاف القضاة وفضلهم {#spc} في مقتضى نظري بغير تعامي
والقصد أنتم بالجميع وذكرهم {#spc} هو ذكركم عندي على الإبهام
وكذاك ديواني بمدح المصطفى {#spc} والآل والأصحاب ذي الإكرام
قصدي به أنتم وفي لغتي لكم {#spc} عندي الكلام بسائر الأقسام
فأسير سير الغافلين بقولهم {#spc} أبداً وأقصد مقصد الأقوام
وأنا الذي في ظاهري متمسك {#spc} بشريعتي في سائر الأحكام
وأنا الذي في باطني متحقق {#spc} بحقائق التوحيد والإلهام
أنا مجمع البحرين موسى ظاهرٌ {#spc} والباطن الخضر الأجل السامي
هيهات أن تنجو فراعين العدا {#spc} مني وبحري بالمعارف طامي
وعليَّ من عين السرادق أعين {#spc} للحق تحفظني مدى الأيام
وأنا لأطيار الحقيقة مخرس {#spc} وأنا الإمام بها لكل إمام
وأنا البلاد وأهلها أنا لا سوى {#spc} والشام من دون البرية شامي
والعارفون رعيتي في قبضتي {#spc} والغوث والأقطاب من خدامي
فافتح عيونك في وجوه قلوبنا {#spc} وانظر إلى الأحوال يا متعامي
واصدق وصادقنا ولا تنظر إلى {#spc} ما يقتضي منها فهوم عوام
نحن الشموس وما خفافيش الورى {#spc} تسطيع تبصر غير محض ظلام