صائدة الماضي Poem by نازك الملائكة

انتظرني , غدا سيقذف بي المو ت{#spc} إلى شطّك الغريب البعيد
ثم تمشي بي السنين إلى با بك{#spc} بعد البحث الطويل المديد
وتراني خاف الزجاج أجرّ ال أمس{#spc} في لهفة المشوق العنيد
أتحدّى الصخور في الشاطىء العا ري{#spc} وألوي شموخها بنشيدي
انتظرني , وإن تمزّق في{#spc} صد رك ما كان ذات يوم رجاء
أو سمعت الرياح تصرخ عاد ال حبّ{#spc} ذكرى ورغبة عمياء
أو رأيت النجوم تنكر في أه دابك{#spc} الشوق والصّدى والنداء
أو أبت مقلتاك أن ترسما {#spc}حل ما جديدا وثارتا كبرياء
ومضت توقظ الشكوك وتغري{#spc} بلياليك عاصفات الظنون
وتخيّلت أنّني بعت ذكرا ك {#spc}وأمعنت في الجمود المهين
فانتظرني , لا بد أن نلتقي يو ما{#spc} وألوي بشكّك المجنون
ساصيد الأحلام من أمسنا الها رب{#spc} حلما حلما , وراء الزمان
ألقط الذكريات دون كلال {#spc} من غبار السكون والنسيان
وأناشيدنا ألمّ صداها {#spc}وأعيد الحياة للأوزان
ثم أمضي , ينير وجهك التأ ريخ{#spc} بحثا عن حبّنا المغدور
ذلك الأمس , لو عثرت عليه {#spc}في زوايا التاريخ بين العصور
ثم نمشي معا إليك , إلى شطك{#spc} فوق الأمواج بين الصخور
وترانا فجاءة نصعد السّل م{#spc} في لهفة وشوق كلانا
أنا والأمس كلّه , نطرق البا ب{#spc} غريبين لامسا الأوطانا
وتحسّ النجوم أنّا رجعنا{#spc} نعصر الدهر لحظة من هوانا
ويقول الزمان : عادا إلى {#spc}الحب وعاد الفراق وهما كانا