ما لَكَ وَالذكريات تذعرها Poem by إبراهيم طوقان

ما لَكَ وَالذكريات تذعرها

ما لَكَ وَالذكريات تذعرها {#spc} تَثير مَكنونها وَتَنشرها
موءدة في الشُجون أَدفنها {#spc} وَفي زَوايا السِنين أَذخرها
أَذهل عَنها وَرُبَما ذَهلت {#spc} عَني وَقَد جئت بي تَذكّرها
يا مسعرَ النار كَيفَ أَطفئها {#spc} سامَحَكَ اللَه حينَ تسعرها
أَما تَراني يَدي عَلى كَبدي {#spc} أَكاد مِن زَفرَة أُطيِّرها
يا رُبّ نَفس لِلّه مُسلمة {#spc} قامَ نَبيّ الهَوى يَنصّرها
أَعيا عَلى الدَهر غمزَ جانِبِها {#spc} ما بالُ غَمز العُيون يَقهرها
كَلّفتها السَير وَالسرى شَغفاً {#spc} أَلَذّ حال الغَرام أَخطرها
خلّفت بَيروت منعماً طَلَباً {#spc} للكَرمَليات حَيث عزورُها
بَلغتها وَالظَلام مُشتمل {#spc} عَلى البَرايا وَالنَوم يَسكرها
أَلتَمسُ البابَ لا أَفوز بِهِ {#spc} أَطوف بِالدار لَست أُبصرها
حَتّى هَداني وَمِيضُ سارية {#spc} أَعقبه قاصف يَفجّرها
سَعَيت لِلباب ثمّ أَطرقه {#spc} أَقفاله الصلب لَو أَكسّرها
ما تَنثَني نَفسُ طالب وَردت {#spc} ظَمأى وَمَرعى الحِمام مَصدرها
وَانفتح الباب عَن مصلّبة {#spc} خيفة شَرّ هُناك ينذرها
قُلت مَسا الخَير هَل لملتجئ {#spc} لديك نَعمى هَيهات يَكفرها
قالَت عَلى الرَحب قلت هَل نَزَلت {#spc} آنِسَةٌ دارَكُم تَعمّرها
قالَت أَخوها فَقُلت ذاكَ أَنا {#spc} قالَت أَنسعى لَها نَخبّرها
قَد أَخَذ النَوم جفنها مَللا {#spc} بَعد اِنتَظار تَرى أَنشعرها
قُلت دَعيها غَداً أُفاجئها {#spc} أَحلامَها الغرّ لا أُنفّرها
أَقضي رقادي في غَير مضجعها {#spc} أَخشى إِذا اِستيقَظت أَسهّرها
قالَت تَرى الضوء ذاكَ مضجَعَها {#spc} كُن جارَها وَالصَباحَ تبدرها
أَراك بَرّاً بِها وَربّ أَخٍ {#spc} مغرًى بِأَخت لَهُ يُكدّرها
قَرابة المَكر أَصبَحَت ثقة {#spc} أَعشقُ بعضِ القُلوب امكَرُها
يا لَك بَلهاء وَدّعت وَمَضَت {#spc} أَثني عَلى لطفها وَأَشكرها
زَجراً وَهَيهات لاتَ مُزدجِرٍ {#spc} أَيّة نَفس هَوجاء ازجرها
صَبرَك يا نَفس لات مصطبرٍ {#spc} ما لَم تَكُن جارَتي تصبّرها
لَم أَدرِ حينَ اِنسللت أَطلبها {#spc} خطى المُحبّين مَن يَسيّرها
حورية في السَرير راقِدَة {#spc} وَدّ رفائيل لَو يُصوّرها
يا مَعدَن الحُسن أَنت مَعدنها {#spc} يا جَوهَر الحُبّ أَنتَ جَوهَرَها
إِن أَنسَ لا أَنسَ وَجهها وَبِهِ {#spc} غبّ اِنتَظاري بادٍ تَحيّرها
عاطِفَةً جيدها موسّدة {#spc} ذِراعَها وَالدُموع تَغمرها
وَالوَجه وَالصَدر بادِيان سِوى {#spc} ما اِنثالَ مِن فرعها يَخمرها
وَالشَوق بَينَ الضُلوع أَعرفه {#spc} مِن زَفرة كَالسعير تَزفرها
يَصيبُني لَفحها عَلى كبد {#spc} في بُرَح الشَوق ذابَ أَكثَرُها
وَثمَ رمانة قَد اِضطَرَبَت {#spc} وَاِقتَرَبَت تربُها تَحذّرها
تَقول اُختاه تَحتَنا لَهب {#spc} يَصهرنا دائِباً وَيَصهرها
إِن أنس لا أنس وَجَهها وَبِهِ {#spc} غبّ اِنتَظاري بادٍ تَحيّرها
أَلمح بَين الجُفون لُؤلؤة {#spc} فازَ بِها النَوم وَهُوَ يَأسرها
أَطبق أَهدابَها فَقيَّدها {#spc} لَولا اِضطِرابٌ يَكاد يَنثرها
يا مَعدَن الحُسن أَنت مَعدنها {#spc} يا جَوهَر الحُبّ أَنتَ جَوهَرَها
قَيد ذِراعي غُصون بانتها {#spc} آوي إِلى ظلّها وَأَهصرها

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success