آذار Poem by أنور العطار

آذار

هـلمي انظري قبلات الربيع {#spc} على معطف السهل والرابيهْ
سَـرَتْ فـي السموات أنفاسُه {#spc}فـعـطَّـرتِ الحقلَ والساقيهِ
وآذار يـلـعب فوق المروج {#spc} كـمـا تـلعب الطفلة اللاهيه
يـعـانـقها وهو جمُّ الحنين {#spc}فـتـغـريـه بالمقلة الرانيه
ويـلـقي عليها وشاح الخلود{#spc} وألـوانـه الـعـذبة السابيه
ويـبـعث فيها شعاع الهوى{#spc} فـتـهـتز من وجهه صابيه
تـألـقـت الأرض من وشيه {#spc}فـلـم تـبـق زاويـة خاليه
وقـد زيـن الـروض أفياءه {#spc} بـأحـلـى مـطارفه الكاسيه
خـمـائـله من نسيج النعيم {#spc} تـأرج بـالـنـفـحة الذاكيه
جـواء مـن الـطير طفاحة {#spc} تـنـغِّـمَ رائـحـةً غـاديه
كـأن الـنـسـيم أخو سكرة {#spc} تـعـايـا من الخمرة الهانيه
تـعـاشـيب ناهلة بالطيوب {#spc} مـفـضضة الثوب والحاشيه
كـأن على الأرض عرساً يقام {#spc} فـتـمـشـي إليه الدنا حابيه
تـعـالـت إلـى الله أفراحه{#spc} تـمـايـد حـافـلـة حانيه
وهَـبَّـتْ مواكبه الضاحكات {#spc} تـجـدد أعـيـادهـا الباهيه
ريـاحـينها قد ملأن الفضاء {#spc} ولـم تخل من عطرها ناحيه
ففي الجو ذابت أغاني الطيور {#spc} بـهـيـنـمة النسمة الساليه
وفي الحقل ثار ضجيج القطيع {#spc} حـنـيـنـاً لـشبّابة الراعيه
تـذوب مـن الـحب أنغامها {#spc} فـتـخـفت من ناره الصاليه
بـراهـا الهوى وطوت سره {#spc}فـبـان مـن النغمة الفاشيه
فـيـالـك عرساً بهيَّ الإطار {#spc}جـديد الرؤى والمنى الهانيه
هـلـمـي افتحي كوة للربيع {#spc} لـنـشـرب فـرحـته ثانيه
فقد ملت الروح عبء الظلام {#spc}وحـنت إلى البسمة الضاحيه
أكـان سـجـوك غير الرقاد {#spc} تـغـلـغل في المقلة الساهيه
وأغـفـل بين شعاب الجفون{#spc} تـصـاويـر من مهجة باكيه
يـبـين على صفحتيها الأنين {#spc} وتـخـشع فيها الرؤى جاثيه
تـوهّج من ماسها في العيون {#spc} روايـات أحـزانها الطاغيه
هلمي اقرئي خافيات الحظوظ {#spc} ومـا تـضمر العيشة الباغيه
ونـوحـي عـلى حلم مورق {#spc} تـبـدد فـي السكرة الغاشيه
سـيمضي الشباب كأن لم يكن {#spc} سـوى ذكـرة حـلوة ساجيه
تـجـدد أحـلامـه الغابرات {#spc} وتـرجـع نـشوته الماضيه
كـأن لـه مـلـعـباً ساحراً {#spc}تـنـاسـتـه أيـامه الخاليه
تـمـوج بـأفـيائه النعميات {#spc}وتـلـمـع فيه المنى الغانيه
بـدا والـحـياة على جانبيه {#spc} تـنـيـه بـأحلامها الغاويه
مـحـفـة آذار تـلقي عليه {#spc}أزاهـيـرهـا الغضة الناديه
تـعـالي نوثق عهود الهوى {#spc} ونـسـرد حـكـاياتها النائيه
ونـوقـظ لـيـاليها الغاليات {#spc} ولـولا الـهوى لم تكن غاليه
أقـاصيص ملء الربا والوهاد {#spc} تـنـاثـرن مـن أكبد شاكيه
أرجـن وعطرن هذا الفضاء {#spc} كـمـا تـأرج الزهرة الناميه
ولـقـنّ مـنـه معاني الحياة {#spc} وأدركـن مـن دائـه ماهيه
رويـدك ولـنـسـتمع سره {#spc} فـإن لـه ألـسـنـاً حاكيه
وإن لـه سـيـراً جـمـة {#spc} تـنـاقـلها الأنفس الصاغيه
تـعـالي إلى الصدر تلقي به{#spc} شـكـايـات أضلاعه الحانيه
وأوجـاع خـافـقه المستهام {#spc} وإرنـان أفـيـائـه الواهيه
فـلا الـبـثُّ يـهدئ تحتانه {#spc} فـيـرتـاح من شجوه ثانيه
ولا الـحب يوليه بعض المنى {#spc}فـيـفـرح بالمنحة الراضيه
ويـرسـل أنـغـامـه حلوة {#spc} فـتـحـيا بها المهج الداميه
ولـمـا اقتسمنا دموع العيون {#spc} تـفـردت بـالـدمعة القاسيه
فـلا هي تسكن شعب الجفون {#spc} فـتـخـفى ولا هي بالهاميه
أطـلـت رنوك نحو السماء {#spc}وأطـرقـت راهـبة خاشيه
فـهـل تبحثين عن الغائبين {#spc} ومن غاص في اللجة الطاميه
فـرابـتك ضفة هذي الحياة {#spc} وخـفـت مـن الضفة التاليه
فـنحت وصحت النجاة النجاة {#spc}وأيـن الـمـفـرّ من الهاويه
هنالك لا النور ضافي الجناح {#spc} ولا الـطـير صادحة شاديه
خـلت من بهارج هذا الوجود {#spc}وأحـلامـه الـحلوة الزاهيه
سوى موجة من بنات السماء {#spc}تـحـوم بـأرجـائها عاريه
يـشـع عـلى جانبيها الخلود {#spc} ومـا ضـم من صور ساميه
كـأن عـلـيـها إطار النعيم {#spc} وغـبـطـتـه اللذة الشافيه
حنانيك لا تسبحي في الدموع {#spc} ولا تـرهـبي الراحة الناجيه
فـما إن تقي من إسار الردى {#spc} إذا حُـمَّ يـوم الـنَّوى واقيه
ولـيـس تـرد عليك الدموع {#spc}سـوى حـرقـة مُرَّة واريه
ورُبَّـتَ أمـسـيـة بـرّة {#spc} تـرفّ بـهـا الذِّكَر القاصيه
جـلـست على جنبات الغدير{#spc} أشـيـع أمـواهـه الجاريه
أردد أشـعـاريَ الـنـائيات {#spc} وأسـتـقـبـل الـفكر الآتيه
وتـشـدو الـطيور أغاريدها {#spc} فـأخـتـار مـن فمها القافيه
وددت مـن الغيب كل الوداد {#spc} لـو انـي لأشـعارها راويه
ويـوحي المساء إلى خاطري {#spc} هـواجـس غـامضة خابيه
مـوشـحـة بـطيوف العفاء {#spc} كـأن بـهـا جـنـة بـاديه
فأصغي إلى همسه المستطاب {#spc} وأسـمـع ألـحـانه الخافيه
أعـب لـذاذاتـه الطافحات {#spc} وأكـرع سـكـرته الصافيه
وأنـسـى متاعب هذا الوجود {#spc} وعـيـشـته الوحشة الجافيه
وغـيبوبة مثل كهف النسور {#spc} تـضـيع بها الأنفس الرائيه
تـوشـحـها مائجات الغيوم {#spc} وأطـيـاف أجنحها الضافيه
رقـيـت أعـالـيـها مفرداً {#spc} وروحـيَ سـبـاقـة حاديه
وخـلفت جسميَ في الهامدات {#spc} تـطـيـف به الصور الفانيه
وأطللت من فرجات الضباب {#spc} عـلـى عـالـم الرمم الباليه
تـجـردت من صفة الهالكين {#spc} ومـتـعـت بـالصفة الباقيه
وقـد غبت عني كأن لم أكن {#spc}سـوى نـفـحة سمحة عاليه
وأنسيت أني ابن هذا التراب {#spc} وضـجـعـته المرة الباغيه
بـكـاء عـلـى أمـل لامع{#spc} تـطـاير في الفينة الصاحيه
وغـلـغـل في عالم غامض {#spc}أمـانـيـه سـاخـرة هاذيه
هـلـمي افتحي كوة للضياء{#spc} لـنـنـسى بها الكوة الداجيه
فـلـيـس لـنا أمل بالربيع {#spc} ونـفـحـتـه العذبة الساريه
ومـا العمر غير ربيع الشباب {#spc} ربـيع الهوى والرؤى الوافيه
تـجوس به الذكريات العذاب {#spc} ويـغـمـره الـحبّ والعافيه
إذا طاح طاحت مسالي الوجود {#spc} وغـابـت مـفـاتنه الحاليه
وصـار إلـى عـالمٍ موحش {#spc} كـصـحـراء خـالية خاويه
أسـيـت لـعـمر تولى سناه {#spc} كـإيـمـاضة الشعلة الوانيه
فـيـالـك مـن عمر ضائع {#spc} كـمـا تـنـثر الباقة الذاويه
هوى النجم من شرفات الحياة {#spc}فـأمـسـت على إثره هاويه
أفـاتـك أنـي جـمّ الجروح {#spc} أعـيـش عـلى يدك الآسيه
فـولـيـت عـني وخلفتني {#spc} أحـن إلـى الساعة القاضيه
أمـوت وقـيـثارتي ما تزال {#spc} تـنوح على مهجتي الصاديه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success