أحبابي الموتى Poem by أنور العطار

أحبابي الموتى

أحـنُّ إليـكم كـلّما ذرَّ شـارقٌ {#spc}وأبكـيكمُ ما عشتُ في السرّ والجهرِ
أحـبّايَ يـا سؤلي ويـا غاية المنى {#spc} طويتمْ ضلوعَ القلبِ مني على الجمرِ
وبـتُّ أنـاجـيكمْ وأهفو إليكمُ {#spc} وأصـبو إلى لـقيـاكمُ آخرَ الدهر
كأنّيَ لحنُ الحب قيثارة الهـوى{#spc} أنـوحُ على الأحبابِ بالأدمع الحمر
أصـوغهم شـعراً يفيضُ مواجعاً {#spc} وأنـظـمهمْ عـقداً يتيه على الدرِّ
وأودعـهمُ قلباً تـقـطّع حسرةً {#spc}عـليهـمْ، وعيـناً دمعها أبداً يجري
فيا عهدهمْ لا زلتَ نضراً على البلى {#spc} تـرفُّ رفيفَ النورِ في أضلع الزهر
ويـا طيفـهم زدني اشتياقاً ولوعةً {#spc} يزدكَ الهوى ما شئتَ من دامعِ الشعر
فـيا أيُّها الغـادون لا البينُ صدَّهمْ {#spc}ولا حـجبتْ أنـوارهمْ ظلمةُ القبر
جفونيَ مـأواهمْ، ضلـوعي قبورهم{#spc} فيالقبورٍ خـطَّها الحبُّ في صـدري
سَلوا الجفنَ هل طافتْ به سنةُ الكرى {#spc} سلوا الليلَ هل دارتْ به مقلةُ الفجر
إلى الـلهِ أشكو مـا أقاسي من النَّوى {#spc} وما يتنـزّى فـي الخواطر من ذكر
بـروحيَ أنـتم مـن محبينَ ودَّعـوا {#spc} فـودَّعتُ أفـراحي وفارقني صبري
ولـم تـؤوني الأرضُ الفضاءُ كأنني {#spc} سجـينٌ أقضّي العمرَ في النفي والأسر
بـعيدٌ عـن السلوانِ، صفرٌ من الألى {#spc} أشـاعَ هـواهم لذّةَ الشعر في ثغري
فـهل عـلمَ الأحـبابُ أنّ خيالهمْ {#spc}سمـيريَ في حُـلوِ الحـياةِ وفي المرِّ
إذا نـسيَ الإنسانُ في اليسرِ صحبه {#spc}فـلا خيرَ في التذكارِ في ساعة العُسر
أأيـامـنا لا زلتِ مـعسولـةَ الجنى {#spc} كـروضٍ شـذيٍّ رفَّ في حللٍ خضر
أنـاجيكِ بالقلبِ اللهيفِ من الجوى {#spc} وأرعـاكِ بـالودِّ البريءِ مـن الغدر
وأسقـيكِ دمـعَ العينِ سقيا كريمةً {#spc} إذا ضنَّ جَفْنُ السحب بالساكب القطر
سـلامٌ عـلى تـلك العـهودِ فإنها {#spc} أمـدَّتْ خريفَ العمر بالوارف النضر
وزانـت أناشيـدي ووشّتْ مدامعي {#spc} فمـنْ لـؤلـؤٍ نظمٍ إلى لـؤلـؤٍ نثر
وما شئتَ من ظلٍّ رخيٍ ومـن شذاً {#spc} ومـا شئتَ مـن طيرٍ يغنّي ومن نهر
أمـانيُّ فـي زهـو الحياةِ وفجرها {#spc} مـرصـعة الأفـياءِ بـالممتع المغري
أراكِ بـعينٍ قـد تـنكّر دهـرها{#spc} ومـا ألفتْ إلا الـوفاءَ عـلى النُّكر
وأصـبو إلى ذكـراكِ والذكر راحةٌ {#spc} لمـنْ عـاشَ في الهـمّ المبرحِ والخسر
وأشـتاق أُلافـاً سقـاني ودادهمْ {#spc}كؤوس الهوى حتى انتشيتُ من السكر
وحـتى كـأنَّ الـدهرَ طوعُ أناملي {#spc} ينـوّلني قـصدي ويُبـلغني أمـري
إذا زرتـني يا طيفهمُ في حمى الكرى {#spc} فـقد زارني سعدي وعاودني بشري
وأشـرقتِ الدنيا بـعينيَّ وازدهتْ {#spc} ليـاليَّ بـالأنـوار والأنجـم الزُّهر
وهـوّن مـا ألقاهُ من لاعج الضنى {#spc}وخـفّـف ما أشكوهُ من ثائرِ الفكر
مـررتُ على الدارِ التي غالها البلى {#spc} وقـوّضها حـتى استحالتْ إلى قفر
فـنازعـني قلـبٌ يذوبُ صبابةً {#spc}إلـيها، ودمـعٌ لا ينـهنهُ بالـزَّجر
أطوفُ بها والروحُ يعصرها الشجا {#spc} ويـغمرهـا بـالبشرِ حـيناً وبالذُّعر
هنا الأهلُ والأحبابُ والقصدُ والمنى {#spc} هـنا المـلتقى بعـد القطيعةِ والهجر
هنا تجثمُ الذكرى، هنا ترقدُ الرُّؤى{#spc} هـنا المـوتُ يبدو في غلائله الصُّفر
هنـا يقـرأ الإنسانُ سـفرَ حياتهِ {#spc} ويـا هـولَ ما يلقاهُ في ذلك السفر
صحائفُ إن قلّبتها ازددت حسرةً {#spc} عـلى مـا بها من غائل ِ الغدرِ والشر
هـنا العبرةُ الكبرى التي دقَّ شأنها {#spc} وأعـوزها سبْـرٌ فأعيتْ على السّبر
هـنا يخشعُ القلبُ الشجيُّ مردداً {#spc}كـتابَ الرَّدى المحتوم سطراً إلى سطر
بنـفسيَ أرواحٌ رقـاقٌ حبيـسةٌ {#spc}مضـمّخةُ الأعـطافِ مسكيةُ النشر
تـأرَّجُ بـالذكرى وتعبقُ بالهوى{#spc} كـأنَّ بهـا عـطراً أبرَّ عـلى العطر
أعيـشُ بها جذلانَ يسعدني الرضا {#spc}ويـقنـعني مـنها الخيالُ إذا يسري
سـلامٌ على الأحبابِ إنّ طيوفهمْ {#spc} لتـملأ هـذا الـفكرَ بالنائلِ الغمر
ولـولاهـمُ لم أجنِ ريحانةَ الهوى {#spc}ولـولاهـمُ مـا شمتُ بارقةَ العمر
ولا صـغتُ أنـغاماً لطافاً شجيّةً {#spc}أرقَّ مـن النجوى وأصفى من الخمر
يـرى الـمفردُ الحيرانُ فيها أليفهُ {#spc} وينـسى بهـا دارَ الخديعةِ والمـكر
عـفاءٌ عـلى الدنيا فما هي لذّةٌ {#spc}إذا كـنتَ في شطرٍ وقلبكَ في شطر
ويـا بـؤسَ محيانا ويا طولَ غمّنا {#spc} ويا شـدَّ ما نلقاهُ في الدهر من قسْر
ويا شوقنا للصحب في غمرةِ الرَّدى{#spc} وفي هـدأة المثوى وفي رقـدةِ العفر
نـمرُّ خـيالاتٍ يوشّحها الأسى{#spc} ونـنزع أثوابَ الحياةِ ولا ندري
ونـطرحُ أيـاماً ثـقالاً رهيبةً {#spc} براءً من الألوانِ خلواً من السحر

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success