خلت الدهور وَمَرَّت الأعصارُ Poem by جميل صدقي الزهاوي

خلت الدهور وَمَرَّت الأعصارُ

خلت الدهور وَمَرَّت الأعصارُ {#spc} وَاللَيل لَيل وَالنَهار نهارُ
للأَرض أَدوار وَلست بعارف {#spc} حَتّى مَتى تَتعاقب الأدوار
ما إِن يحط من الحَقيقة قدرها {#spc} أَنَّ الحَقيقة مالها أَنصار
ما كانَ يفلح في شؤون حَياته {#spc} عقل عَلى خطأ له إصرار
أَنا لا أَرى أَنَّ الحقيقة مثلما {#spc} شعرت به الأسماع والأبصار
إن الطَبيعة لَم تَزَل مجهولة {#spc} وَلَقَد أَحاطَ بنا لَها أَسرار
العقل سار تارة وَمؤوّب {#spc} وَالشك لَيل وَاليَقين نهار
وَالزعم قد يَصفو فيظهر صائِباً {#spc} وَعَلى الحَقيقة قَد يَكون غبار
لا تكثرنَّ من الخضم توغلاً {#spc} فأَخاف أَن يجتاحك التيار
كسب الَّذي قد كانَ يؤثر غيره {#spc} حَمداً فكانَ لِنفسه الإيثار
إن النفوس إذا اقتنت لعقيدة {#spc} مثل الجسوم يُرى لها استمرار
إِنَّا بعصر قد أَبان رقيُّه {#spc} وَالناس قَد غاصوا البحار وَطاروا
تِلكَ النجوم عَلى شسوع مكانها {#spc} عَنا تمثلها لنا الأنوار
وَالجسم مهما دامَ في اِستقراره {#spc} فيه جواهر مالها استقرار
قد عاتَبوني من جهالتهم عَلى {#spc} ما قد أَتَيت كأَنَّني مختار
ما جئت أَستَبِق الحَياة مُسارِعاً {#spc} لَو كانَ لي قبل المَجيء خيار
إِن عاشَ إنسان تعش أَوطاره {#spc} أَو ماتَ يَوماً ماتَت الأوطار

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success