إني امرؤ لا أَجهرُ Poem by جميل صدقي الزهاوي

إني امرؤ لا أَجهرُ {#spc} إلا بما أَنا أَشعرُ
لا أَطمئن لغير ما {#spc} أَنا سامع أَو مبصر
أَنكرت ما حمد الوَرى {#spc} وَحمدت ما قَد أَنكروا
اِرتاب في نبأ به {#spc} يفضي إليَّ المخبر
بل لا أصدق منه شي {#spc} ئاً قبلما أَتبصر
أما الخرافة فهي ما {#spc} عنه أَفر وأَنفر
لا أَقتَفي أثر الغَوا {#spc} ني غير أني انظر
عاشرنني فرأين كَي {#spc} فَ يعف مني المئزر
لا أَكبر الأشياءَ لَي {#spc} ست في العَواقِب تثمر
العقل من إكباره {#spc} تلك السَخائف أَكبر
قد آلموني بالقَذي {#spc} فة وَالشتوم وأكثروا
وَتعصّبوا حَتّى رمو {#spc} ني بالمروق وَكفروا
إن نابني شرٌّ فإن {#spc} ني منه لا أَتَذمر
أَو جاءَني خير فَلا {#spc} أَغترّ منه وأَبطر
أرد النَمير وبعد ما {#spc} أَروي غَليلي أَصدر
وَلَقَد قنعت من الطَعا {#spc} م ببلغة تتيسر
لا كالَّذين عَلى طعا {#spc} م واحِدٍ لَم يصبروا
أَو كالَّذين إذا تغي {#spc} يرت الظروف تغيروا
أَو كالَّذين إذا تَجَم {#spc} هرت الرعاع تجمهروا
أَو كالَّذين تذللوا {#spc} أَو كالَّذين تكبروا
أَو كالمنافق جاء يظ {#spc} هرُ غير ما هو يضمر
وَالشعر لست أَقوله {#spc} إلا كَما أَنا أَشعر
ما إن أقلد من مضت {#spc} قَبلي عليه الأعصر
والشعر قائله بتق {#spc} ليد الطَبيعة أَجدَر
إن الطَبيعة مورد {#spc} للشاربين ومصدر
يجد المواضيع الكَبي {#spc} رة عندها المتفكر
وَالشعر لَيسَ سوى الَّذي {#spc} هُوَ للشعور مصور
وَالشعر بالمعنى المطا {#spc} بق للحَقيقة يكبر
وَلَقَد يثير عواطفاً {#spc} من سامعيه وَيسحر
وَالشعر مرآة بها {#spc} صور الطَبيعة تظهر
لَيسَ القَريض بطوله {#spc} بل قد يَفوق الأقصر
وَلَقَد يطيل قصيدَه {#spc} فَيجيد أَشعث أَغبَر
واذا البَراعة ووزنت {#spc} يتقدم المتأخر
أحسن بشعر عَن شعو {#spc} ر النفس جاءَ يعبر
يَرعاه شعب يستقل {#spc} لُ وأمة تتحرر
ما للأديب بقطره {#spc} في الشرق قدر يذكر
أَمّا الشَقاء فحظه منه الأتم الأوفر
وَلَقَد يصادف عزه {#spc} من بعد ما هُوَ يقبر
من بعد ما في قبره {#spc} أَوصاله تَتَبَعثَر
ماذا من التَكريم ير {#spc} جو ميت لا يشعر