جاءَ عجزاً يزري وَجاء اِقتدارا Poem by جميل صدقي الزهاوي

جاءَ عجزاً يزري وَجاء اِقتدارا

جاءَ عجزاً يزري وَجاء اِقتدارا {#spc} وَتردى شناعة وَفخارا
عامل الناس بالعَدالة وَالظل {#spc} مِ فَكانوا يَلقون نوراً وَنارا
جرّ عزاً إلى العراق وَذلاً {#spc} وَحياة لأَهله وبوارا
وأصار النهار لَيلاً بهيماً {#spc} وأصار اللَيل البَهيم نهارا
أفقر القوم بالعِراق وأغنى {#spc} وسَّعَ الطرقَ ضيَّقَ الأفكارا
اختفى عَن قوم وَخالط قوماً {#spc} فأرى الناس خفة ووقارا
أَخضع الناس نفذ الحكم فيهم {#spc} وَطد الأمن أرخص الأسعارا
غرب الأبرياء بث الجواسي {#spc} سَ عَلى الناس أسعف الفجارا
مقت العلم ساخراً من ذويه {#spc} بذَّر المال جرَّأ الأشرارا
قال للناس إنما الأمر شورى {#spc} بيننا ثم إنه ما اِستَشارا
أَيُّها المستبد في الأمر إيهاً {#spc} لا تُحارِب بظلمك الأحرارا
إِنَّهم قد أَبوا ومن ضيم يأبى {#spc} حكم عَبد الحَميد إذ هو جارا
كَيفَ يرضون أَن يَعيشوا مَع الدس {#spc} تور فيهم كَما تشاء أسارى
إن شمس الدستور للقوم لاحَت {#spc} فأَضاءَت بنورها الأبصارا
إن للناس في العراق إِلى الشم {#spc} سِ كما في غير العراق اِفتقارا
أَيُّها المستبد فينا رويداً {#spc} فَلَقَد جزت وَيحك الأطوارا
احذر الشعب إنه بركان {#spc} مطمئن وَقَد يجيء انفجارا
رام هتكاً لما تصون فتاة {#spc} كسبت في أَمر العفاف اِشتهارا
رام شيناً لبنت بغداد يزري {#spc} فَعَلى الشعب شعبها أَن يغارا
بنت قوم لم يدنس العرض منهم {#spc} بِقَبيح هم من سراة النَصارى
اسمها سارة وَتلك فتاة {#spc} رزقت صيتاً طبّق الأقطارا
جمعت إحساناً وَحسناً وَعِلماً {#spc} وَحَياءً وَعفَّة وَيسارا
وحنوّاً عَلى اليَتامى وَعَقلاً {#spc} أَكبرته جاراتها إكبارا
تحسب المبصرين أَعينُها النج {#spc} لُ سكارى وَما هُمُ بسكارى
شاءَ تزويجها بخادمه فاِن {#spc} تهرته فَلازم الإصرارا
كانَ من قصده التَمتع سراً {#spc} واِقتراح التَزويج كان جهارا
فأَشارَت الى السماء وَقالَت {#spc} لا تشأ لي يا رب هَذا الشنارا
رب إني ضَعيفة فأجرني {#spc} من قويٍّ يسوم عرضي اِحتقارا
صن عفافي من أَن يمس بأَيد {#spc} ألفت أَن تصافح الأوزارا
أَنا عَذراء لَم تمس عفافي {#spc} يَد باغ فصن عفاف العَذارى
ما لِقَلبي كأَنَّه بركان {#spc} هاجَ بعد الخمود منه وَثارا
احفروا لي يا أَهل بغداد قبراً {#spc} إن جِسمي خير له أَن يوارى
وأَرادَت لما أَلح عليها {#spc} ذلك الوالي المستبد اِنتحارا
غير أن الأهلين قد حسَّنوا أَن {#spc} تبرح الأهل خفية وَالديارا
سجن الخادِمات وانتهر الجي {#spc} ران عنها وهدَّد الانصارا
أَنكرت ما أَتى المروءة والدس {#spc} تور والعدل وَالحجى إنكارا
أَوجست خيفة تغير منها {#spc} وَجهها فاِكتَسى البياض اصفرارا
ذبلت للهموم منها خدود {#spc} أَشبهت قبل ذلك الجلنارا
حملت أعيناًتفيض بكاءً {#spc} وَفؤاداً مروعاً مستطارا
ثم كانَت حوادِثٌ خر منها {#spc} دَمعها فوق خدها مدرارا
أَسبلتها كَذا دموعاً غزاراً {#spc} ثم لم تمسح الدموع الغزارا
يا لَها من دموع حزن تضاهي {#spc} عقد در وَهَى فلاقى اِنتثارا
هجرت للنجاة موطنها المح {#spc} بوب وَالمال كله وَالعقارا
هجرت كل ذاك تَبغي نجاة {#spc} من يديه وَبالعَفاف فرارا
رافقتها اثنتان من راهبات ال {#spc} دير حفظاً لشخصها أَن يضارا
فنجت بالفرار من مخلب الصق {#spc} رِ كعصفور بعد أَن ريع طارا
أَيُّها المصلح الكَبير أَهَذا {#spc} ما يسميه بعضهم إِعمارا
خابَ فال الدستور إن كانَ أَهلو {#spc} هُ ضعافاً لا يحفظون الذمارا
أَتراه قَد أَخطأ الظن فيهم {#spc} إِذ رآهم جحاجحاً أَخيارا
يا نيازي تَعال وانظر الى الدس {#spc} تور في بَغداد الى أَين صارا
يا أَباة الضيم ادرأوا الظلم عنا {#spc} كَيفَ لا تغسلون هَذا العارا
البدار البدار يا أَهل بغداد {#spc} إلى السودد البدار البدارا
ما زرعتم في عقل ناشئة العص{#spc} رِ نفاقاً إلا حصدتم خسارا
أَلبسوه ثوب الولاية لكن {#spc} كانَ ما أَلبسوه ثوباً معارا
فنهوه عَن الحكومة لما {#spc} عاثَ فيها واستأثر استئثارا
قَد مَشاها خطى تعثر فيها {#spc} لا أَقال الرحمن منه العثارا
لَم يكن مجلس الإدارة إِلّا {#spc} آلة في يديه تُمضي القرارا
إن في مجلس الإدارة عضواً {#spc} حيثما دارَت الزجاجة دارا
يا مهين العراق هَل كنت تَدري {#spc} أن أَهلَ العِراق لَيسوا غيارى
أَنتَ في بغداد قضيت اللبانا {#spc} ت برغم الدستور والأوطارا
سر جَليلاً إلى سلانيك عنا {#spc} إن فيها كواعبا أَبكارا
إن فيها لَهواً وكأَساً دهاقاً {#spc} وَبناناً تحرك الأوتارا
إن فيها عيشاً رَغيداً وَرقصاً {#spc} يعجب الراقصين وَالنظّارا
غير أَنَّ الأهلين فيها أَباة {#spc} لا يطيقون ذلة وَصغارا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success