رسالة من المدينة Poem by راشد حسين

رسالة من المدينة

وأذكُرُ أنَّكِ كُنْـتِ طَرِيَّـة {#spc} وشاحاً على دَرْبِ رِيحٍ شقيةْ
تلمّيـن معطفَـكِ الفستقي {#spc} على كنـزِ قامَتِكِ الفستقيةْ
وقلتُ أنا : مرحباً .. فالتفتِّ {#spc} وأمطرتِ ثلجاً وناراً عَلَيَّـهْ
وكانتْ رموشُ النجومِ بعيداً {#spc} تُحاولُ جَرْحَ الغيـومِ العتيةْ
وكنتِ بِحَرْبَـةِ رِمْشٍ طَرِيٍّ {#spc} تُريدين جَرْحَ معاني التحيـةْ
وَسِرْتِ بَعِيدَاً ورأسكِ نَحْوِي {#spc} وفي النظراتِ معانٍ سخيـةْ
وشوقٌ بعينيـكِ أنْ ترجعي {#spc} كأشـواقِ لاجئةٍ يَافَوِيَّـةْ
وأعلمُ أن الهوى هبَّ صدفـة {#spc} كهبـة ريح على باب غرفـة
وأن الشبـاب بغير غـرام {#spc} كدارٍ من الماس من غير شرفة
فليتك تدرين معنـى الربيع {#spc} يُجَدِّل زهراً ليكرم صيفـه
ومعنـى أصابـع رمانـةٍ {#spc} ترفُّ على البرعم الطفل رفـة
ومعنـى السحاب يريق دماه {#spc} فيسقي الزهورَ ويصنع حتفـه
لأدركتِ معنى وقوفي الطويل {#spc} على باب دارك أول وقفـة
وخلفتُ ريفي الذي تكرهين {#spc} لأغرق نفسي بليل المدينـة
هناك وجدتُ وحولَ الشتاءِ {#spc} على صدرِها طينةً فوق طينةْ
وينهبُ مَنْ شـاءَ ألوانَـها {#spc} كنهبِ الخريفِ ستائرَ تينـةْ
تَعَرَّتْ كماسورةٍ من زُجَاجٍ {#spc} فألقيتُ فيها مُنَايَ الثمينـةْ
وكنتِ بِمعطفِكِ الفستقـيّ {#spc} تَسيرين عبرَ خيالي حزينـةْ
قِطاراً من العِطْرِ مَاضٍ يقولُ {#spc} هبُونِـي مَحَطَّـةَ قلبٍ أمينةْ
فأسألُ قلبِي : ألستَ أمينـاً {#spc} فيهتف : داستْ عليَّ المدينـةْ
هنا في المدينةِ تَمْشِي النِّعَالُ {#spc} على كلماتِي .. على قِصَّتِـي
هنا الكلماتُ بغيرِ معـانٍ {#spc} توابيـتُ مَوْحُولَـةُ الجبهـةِ
وفي كلِّ زاويةٍ ألفُ حُـبّ {#spc} رَخِيصٍ كحاضريَ الْمَيِّـتِ
لِماذا جَنَيْتِ عَلَـيَّ لِماذا {#spc} رَمَيْتِ إلى وَحْلِهَا مُهْجَتِـي
سَئِمْتُ المدينةَ .. قَلْبِي يَموتُ {#spc} سآتِي إليـكِ .. إلى قَرْيَتِـي
أُعَلِّـقُ قلبِـي على لَـوْزَةٍ {#spc} فَوَانِيسُهَـا حُـرَّةُ الْمَنْبَـتِ
أنا عائدٌ هل تُرى تَذْكُرين {#spc} فتدرين ما السِّرُّ في عَوْدَتِـي

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
راشد حسين

راشد حسين

أم الفحم
Close
Error Success