تيقّظ فما أنت بالخالد Poem by معروف الرصافي

تيقَّظ فما انت بالخالدِ {#spc} ولا حادث الدهر بالراقدِ
فخلَّد بسعيك مجداً يدومُ {#spc} دوام النجوم بلا جاحد
وأبق لك الذكر بالصالحات {#spc} وخل النزوع إلى الفاسد
وردْ ما يناديك عنه الصدور {#spc} ألا دَرَّ درُّك من وارد
وسر بين قومك في سيرة {#spc} تميت الحقود من الحاقد
فان فتى الدهر من يدّعي {#spc} فتأتي اعاديه بالشاهد
ولا تك مرمى بداء السكون {#spc} فتصبح كالحجر الجامد
وكن رجلاً في العلى حُوَّلا {#spc} تفنن في سيره الراشد
اذا اطَّردتْ حركات الحياة {#spc} ومرت على نسق واحد
ولم تتنوع افانينها {#spc} ودامت بوجه لها بارد
ولم تتجدد لها شملة {#spc} من السعي في الشرف الخالد
فما هي إلا حياة السَّوام {#spc} تجول من العيش في نافذ
وما يرتجي من حياة امرىء {#spc} كماءٍ على سَبخة راكد
وليس له في غضون الحياة {#spc} سوى النفس النازل الصاعد
يغضُّ على الجهل اجفانه {#spc}ويرضى من العيش بالكاسد
فذاك هو الميت في قومه {#spc} وان كان في المجلس الحاشد
وما المرءُ إلا فتى يغتدِي {#spc} إلى العلم في شَرَك صائد
سعى للمعارف فاحتازها {#spc} وصاد الانيس مع الآبد
وطالع أوجه أقمارها {#spc} يعين بصيرٍ لها ناقد
فأبدى الحقائق من طيها {#spc} وألقى القُيود على الشارد
اذا هو اصبح نادى البدار {#spc} وشمرَّ للسعي عن ساعد
فكان المجلَّى َ في شأوه{#spc} بعزمٍ للسعى عن ساعد
وإن بات بات على يَقظَة ٍ {#spc} بطرف لنجم العلى راصد
واحدث مجداً طريفاً له {#spc} واضرب عن مجده التالد
وما الحمقُ الا هو الاتكالُ {#spc} على شرفٍ جاء من والد
فذاك هو الحيُّ حيَّ الفخارِ {#spc} وان لحدتهُ يدُ اللاحد