فجر القوافي Poem by طلعت سقيرق

فجر القوافي

فلسطينُ افتحي الطرقاتِ بابا {#spc} أتاكِ المجدُ يسألكِ انتسابا
وجاءتكِ القوافلُ مثقلاتٍ {#spc} بخفقِ القلبِ تلتمسُ اقترابا
تسابقتِ الأماني مشرعاتٍ {#spc} لتلقى عندَ كفيكِ الرغابا
تشدُّ الخيلُ أسرجةَ التلاقي{#spc} وتنفضُ حينَ تلقاكِ اكتئابا
تردّينَ الغزاةَ بخيلِ نصرٍ {#spc}تشقُ الريحَ تنسكبُ انسكابا
كأنَّ الصخرَ تغزلهُ الحكايا {#spc} فيصعدُ ثمَّ ينصبُ انصبابا
تنادى البحرُ بسملةً فقامتْ {#spc} بلادُ الخيرِ وانتفضتْ شبابا
تراكضت الشوارعُ عاصفاتٍ {#spc}تلمُّ السهلَ تحتضنُ الهضابا
يطلُّ الشعبُ من فجرِ القوافي {#spc} ويملأ حينَ ينتشرُ الشعابا
كأنَّ الأرضَ قد لبستْ شموخاً{#spc} فكان الشعبُ للأرضِ الثيابا
يشدُّ الزهرُ أشرعةَ الثواني {#spc} ويأخذُ كلَّ ثانيةٍ شـهابا
إذا الشهداءُ للأمطارِ غنوا {#spc}تهادى الفجرُ يحتضنُ الترابا
كأنَّ الفجرَ قد أدناهُ فجرٌ {#spc} فطابَ الوعدُ حينَ العهدُ طابا
ترى الأشجارَ مطلقةً خطاها بها{#spc} الأغصانُ قد نهضتْ حرابا
تضيءُ أصابعُ الأطفالِ عشقاً {#spc}وتلثمُ من تشوقها القـبابا
تلمُّ الريحَ في حجرٍ وترمي {#spc} فتلتهبُ المسافاتُ التهابـا
فللأحجارِ حمحمةٌ ورعدٌ بغيرِ{#spc} القصفِ ما عرفتْ خطابا
تراوغُ ثم تندفعُ اندفاعاً {#spc} وتتركُ حينَ تنقضُّ اضطرابا
فحيناً تبصرُ الأحجارَ طيراً {#spc}تحلقُ ثمَّ تنصبُ انصبابـا
وحيناً تبصرُ الأحجارَ خيلاً {#spc}تردُ الليلَ تقتحمُ الصعابا
تخط حروفها في كل شبرٍ {#spc}إلامَ الشمسُ تنتظرُ الإيابا
إلامَ الجرحُ يبقى في نزيفٍ{#spc} يكابدُ في تقلبهِ العذابـا
وعودُ الأهلِ قدْ زادتْ وفاضتْ {#spc}وظلَّ الفعلُ من يدهمْ سرابا
يرشونَ الدروبَ بألفِ عهدٍ {#spc}وكلُّ عهودهمْ باتت كِذابا
إذا قرعوا طبولَ الحربِ مالوا {#spc} إلى الجيرانِ ينهونَ الحسابا
جيوشٌ حينَ تطلبُها تراهـا {#spc}تعضُ لحومها تثبُ احترابا
وللأعداءِ في الأقصى ولوغٌ {#spc}يرونَ العزَّ إنْ نشروا الخرابا
على الطرقاتِ ينتشرونَ قبحاً {#spc}لغيرِ الشرِّ ما عرفوا الذهابا
أتوا من آخرِ الدنيا سواداً {#spc}يباري ليلُ ظلمتهِ الغرابـا
تساندهم يدٌ للظلمِ طالتْ {#spc}ومالتْ حينَ أطلقتِ الذئابا
وراحت تكتبُ التاريخَ زوراً {#spc}وتنسفُ في تملقها الصوابا
تكاثرتِ الجراحُ بكلِّ درب {#spc}وزادت حينما اتسعتْ مصابا
تلمُّ القدسُ دمعتها فتهمـي {#spc}بكلِّ شوارعِ الدنيا عتابـا
كأنَّ اليتمَ سربلها بحـزنٍ {#spc}نما في ضوءِ مقلتها انتحابـا
تسائلُ ثم تسألُ عن رجـالٍ {#spc}إذا نادتهمُ كانوا الجوابــا
ترى الفرسانَ قد سبقوا خطاهمْ {#spc}لساح الحرب يرجون الثوابا
فبسمِ الله ينتشرونَ نــوراً{#spc}: وبسمِ الله يطوونَ الصعابـا
خيولُ النصرِ قد شدتْ ومدتْ {#spc} وراحتْ تمطرُ الوعدَ اقترابا
فكيفَ نميلُ إنْ مالتْ بـلادٌ {#spc}وسلمتِ المضاربَ والركابا
وهل نبقى على صهواتِ ريحٍ {#spc}نمدُّ الخطوَ نمتدُّ اغترابـــا
ونفتحُ دفترَ الأيامِ صفحـاً {#spc}وننسى كلَّ ما أخذَ اغتصابا
وكيفَ ننامُ إنَّ الذئبَ ذئبٌ {#spc}وإنْ أخفى عن الأنظار نابا
فلا والله لا نرضى بــذلٍ {#spc}وإن خضنا من البحرِ العبابا
شبابُ الخيرِ قد هبوا وشدوا {#spc}ومدوا الخطوَ وانتفضوا غضابا
تنادوا ثم نادوا واسـتزادوا{#spc} فكانَ الفجرُ في غدهمْ جوابا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
طلعت سقيرق

طلعت سقيرق

طرابلس لبنان
Close
Error Success