خففي يا هموم عن كبدي Poem by فوزي معلوف

خففي يا هموم عن كبدي {#spc} فكفاني ما فت من جلدي
يا لأمسي كم فيه من غصص {#spc} وليومي مما يكن غدي
ما أمر الذكرى وأعذبها {#spc} فهي بنت الصفاء والنكد
وهي كالخمر كلما عتقت {#spc} طفحت باللذائذ الجدد
يا ليومٍ على المنارة {#spc}لم ينسنيه تباعد الأمد
إذا وقفنا أنا وفاتنتي في {#spc}أصيلٍ بالبحر مبترد
حضنته شمسٌ مفارقةٌ {#spc} رمقتنا بنظرة الحسد
تنفض النور من ذوائبها {#spc}ذهباً فوق فضة الزبد
ثم تهوي في اليم مبقيةً {#spc}خلفها صفرةً من الكمد
صفرةٌ لم يطل تألقها {#spc}فتلاشت في زرقة الجلد
شعلةٌ في المياه طافيةٌ {#spc}أتراها موصولة الوقد
وهنا الموج ثار ثائره {#spc} يا لموجٍ كالجيش محتسد
زجر الصخر جزره فمشى {#spc}مده ناشطاً إلى المدد
واثباص وثبةً كأن بها {#spc} أسداً هاوياً على أسد
فإذا بالهدير يحبكه ما {#spc}على الماء ماج من زرد
ها جناح المساء يحضننا {#spc}فاصمتي يا مياه واتئدي
هو رب السكون فاحترمي {#spc}صمته إن صمته أبدي
أفلم تشعري بنسمته {#spc} صعدت زفرةً ولم تزد
أو لم تبصري جوانحنا {#spc}لبست منه أروع البرد
كتمت ما نكن من ولهٍ {#spc}فوق فحم العيون متقد
فحسبناه في أضالعنا {#spc} ووجمنا لم نبد أو نعد
بشفاهٍ عليه منطبقةٍ {#spc}ولسانٍ لديه منعقد
فإذا ما طلبت أو طلبت {#spc}جملةً لم أجد ولم تجد
نطق القلب بالهوى فلم {#spc} وضعته الشفاه في رصد
يا لها فرصةً مضيعة{#spc} سنحت مرةً ولم تعد
كنت فيها قرب السعادة لو شئت{#spc} طوقت جيدها بيدي
كنت كالطير عند ساقيةٍ {#spc} أمها ظامئاً ولم يرد