مضت أسابيع والهتاف محتجب Poem by زكي مبارك

مضت أسابيعُ والهتّاف محتجبٌ {#spc} فما يبلّغني أصوات أحبابي
يجلجل الوجد في صدري فأكتمه {#spc}أين المذيع لأشواقي وأطرابي
ألاشتراك انتهى يا بئس ما زعمت {#spc}رسالة جدّدت في الصبح أوصابي
لو كنت قبل وزيراً لاتقى غضبي {#spc} من لا يبالي إذا ما رام إغضابي
لكنني في بني قومي أخو أدب {#spc} وذو بيان إلى الإبداع وثّاب
لذا أضام فما صبري على زمن {#spc} يكون ذنبي فيه نور آدابي
دار التليفون فيها فتية وصفوا{#spc} يوما بأنهمو من خير أصحابي
فكيف جاز لديهم أن يطوف بهم {#spc}طيف من الشك في مالي وإخصابي
أنا الغنِيُّ بفضل اللَه فاعترفوا{#spc} بأنني من زماني غير هيّاب
من أجل حبك يا روحا فتنت به {#spc}فكان وجهك ف نجواي محرابي
من أجل وجهك أرضى أن يكلفّني {#spc} هذا التليفون بعد العتب إعتابي
هذا هو الليل والهتّاف منطلق{#spc} كالدهر يقذفُ أرباباً بأرباب
فاسمع ندائي وأقبل كي أراك معي {#spc} رؤياي للراح في منضور أكوابي
سلك التليفون في شرع الهوى عجب {#spc}أليس فيه إلى الأحباب إسرائي
إن ظنّ أو رنّ ساقتني هواتفه {#spc} إلى فنون من الآمال زهراء
أقول هذا الجمال العذب ينشدني {#spc} ليسمع العذب من لحنى وإيحائي
الوحي وحيك ما شعري وما خبر {#spc}أرويه عن موحيات الحب دعجاء
دعني أحدثك فالهتّاف ينقلني إليك {#spc}إن شئت في صبحي وإمسائي
نروى حديث الهوى الفتّاك في{#spc} ملح كأنها الوحي في علياء سيناء
الهمس منك هديرٌ إنه قدر{#spc} يزيزل الكون في رمز وإيماء
والوعد منك نعيم إن موقعه {#spc} مصر الجديدة في يوم الثلاثاء
تخافُ ما موجبات الخوف لا فزعٌ {#spc}فدولة الحب قامت فوق أرصاد
إني سممتك من يوم إلى سنة {#spc} بشائكٍ لدماء القلب فصّاد
لا خوف لا خوف إن الفضح غايته {#spc}أن تغتدى في الهوى من بعض أجنادي
إني سممتك فانظر كيف تهجرني {#spc}وكيف تخلف يوم الوصل ميعادي
ما شارعٌ من كلوبترا به أثر {#spc} ومنزلٌ أنت فيه الآنس الغاني
يرعى مهادك فيه ساهرٌ يقظ {#spc} يخشى عليك صباباتي وأشجاني
ليقض ما شاء في أمرى فسوف يرى {#spc}أني لروضح نعم القاطف الجاني
ما الحب ما سحره يا نائماً {#spc}سهرت عليه في غفوات الليل أجفاني
يروعك الصمت من شعري فتسألني {#spc}عن سر صمتي سؤال العاطف الحاني
أجب إذا شئت عني إنني غرِدٌ {#spc}لا يحسن الشدو إلا فوق أفنان