الخياميات Poem by إبراهيم العريض

أفِقْ يا نديمُ استهلَّ الصّباحْ وباكِرْ{#spc} صَبوحَكَ نَخْبَ المِلاحْ
فمُكْثُك بينَ النَدامَى قليلٌ {#spc}ولا رَجعةٌ لكَ بَعدَ الرواحْ
لقد صاحَ بي هاتفٌ في السُباتْ:{#spc}أفيقوا لرشفِ الطِّلا يا غُفاةْ
فما حقَّقَ الحُلْمَ مثلُ الحَبابِ {#spc} ولا جَدَّدَ العُمْرَ غيرُ السُّقاةْ
ألا أترِعِ الكأسَ نَخبَ العَدَمْ {#spc}فمَنْ نامَ منّا كمَنْ لم ينَمْ
ولا أمْسِ ظَلَّ ولا الغَدُ حَلَّ {#spc}فما يَمنعُ اليَومَ أن يُغتنَمْ؟
فهاتِ حبيبي لي الكأسَ هاتِ {#spc}سَأنسَى لها كلَّ ماضٍ وآتِ
غَداً؟ ويحَ نفسي غداً قد أعودُ {#spc}وأَعْرقُهم في البِلى مِن لِداتِي
إلهيَ! رُحماكَ أينَ الصَباحْ؟ {#spc} فقلبي يَكاد أسًى يُستباحْ
وغُفْراً.. لساقٍ سَعتْ بي إليها {#spc}جُنوناً، وراحٍ تَمادتْ بِراحْ
وكم لِيَ من توبةٍ عن جَناها فهل {#spc}كنتُ أصْحو وقد عِفتُ فاها؟
ويَنفحُنِي الوردُ وَرْدُ الربيعِ {#spc} فلا أملكُ النفسَ حتّى تَراها
لَئِنْ قُمتُ في البَعثِ صُفْرَ اليَدينِ {#spc}وعُطّلَ سِفْرِيَ من كُلِّ زَيْن
فيَشْفعُ لي أنَّنِي لم أكُنْ {#spc}لأُشركَ باللّهِ طَرْفَةَ عَيْنِ
أَ آلهةَ الخَمْرِ! بئسَ التَجنّي {#spc}قَلَبْتُنَّ للصَبِّ ظَهْرَ المِجَنّ
طرَحْتُنَّ في الكأس بُرْدَ وقاري {#spc}عرَضْتُنَّ جِدّي لِلَهوِ المُغنِّي
نَذرتُ لحُسنِكِ نَجْوى صَلاتي {#spc}وفي غَمْرَةِ العِشقِ ضَيَّعتُ ذاتي
فلوْ خَيَّرونيَ.. لَمْ أرضَ إلاّ {#spc}بتِلكَ حَياتي - فأنتِ حياتي
سيَحيَا لحبّك قَلبي المُعنّى {#spc} لِـجَوْرِك، ما دام وعدُكِ مَنّا
لطَرْفِكِ، يَسقي مع الخمرِ خَمراً {#spc} فيُبدعُ - فَنّاً - وأُبدعُ فنّا
ويا لَيتَ شِعري أتِلكَ الزُهورُ عرائسُ نُعمَى جَلتْها السُّتورُ؟
فمِنْ قُبلةِ الشَمسِ هذا الحياءُ {#spc}ومن لُؤلُؤِ الطَلِّ ذاك السُرورُ
فَجَدِّدْ معَ الكأسِ عَهدَ غَرامِكْ {#spc}وحَلِّ مَرارتَها بابْتِسامِكْ
وعَجَّلْ فَجَوقَةُ هذِي الطُيورِ{#spc} قد لا تُطِيلُ الطَوافَ بجامِكْ
ويا وهَجَ القلبِ كُنْ مُحرِقا {#spc} صَبوتَ فزادَ الصِّبا رَونَقا
وما أضيَعَ العُمْرَ لو أنَّني {#spc} حَملتُكَ من غَيرِ أن تَخفِقا
لئن عادَ عِندَك مَدعاةَ نُكْرِ {#spc}بُكوري لِشُربٍ ونَومي بسُكر
فما أسفي غَيْرَ أنّيَ ضَيّعتُ {#spc}في الصَّحْوِ أجْملَ أيامِ عُمري